هناك كتب من قوتها وتأثيرها، تجد نفسك تقف أمامها طويلاً، تقلب صفحاتها، تقرأ بعضها، ثم تعود اليها مرة أخرى، لكنك في كل مرة تجد نفسك أقصر من قامتها، خاصة إذا كنت مثلي فقير في الثقافة النقدية أو ليس لك علم بفن تقديم الموسوعات أو المعاجم أو دوائر المعارف، وهذا هو حالي أو هكذا كان حالي، وأنا أتلقى من «دار المفردات للنشر» كرتونة ضخمة تضم تسعة أجزاء شكلت موسوعة الأدب السعودي الحديث، وقد وجدت ان كل ما قيل في هذه الموسوعة، مدحاً وقدحاً، هو في النهاية يصب في صالحها، ويعلي من قامتها ويعطيها ريادة في هذا المجال، فعلى حد علمي ان أحداً في المملكة، لم يقدم على خطوة كهذه، ما يجعلنا نشعر بالامتنان لفريق العمل، الذي كتب وأعد وأخرج وتابع، ثم جلس ينتظر الشكر أو الامتنان، لكنه بدلاً من ذلك، تلقى مع الشكر والامتنان والاحتفاء، قدراً من الطوب والحجارة والكلام الناري أو الطائش.. لا فرق!.
على الرغم من ان الكمال لله وحده، إلا ان هناك من يطلب الكمال من البشر، وهو طلب صعب، إلا إذا حولناهم الى آلات صماء، لا تتأثر ولا تمرض ولا تتعطل، وحتى لوحققنا ذلك، فإن الآلات أيضا تتعطل، ثم هي أولاً وأخيراً نتيجة جهد فردي أو جماعي، لكن من كتبوا، لسبب أو لآخر، وضعوا في أذهانهم العديد من الفرضيات، ومن أبرزها الانتقائية، التي لجأ اليها بعض، أو كل فريق العمل، الذي أنجز هذه الموسوعة، وهناك من ظن، أو قر في نفسه أنه همش أو أبعد أو أزيل اسمه، بفعل فاعل حاقد أو مريض أو سيئ الذوق، بحيث لم ير الزهور أو الرياحين التي أطلقها في الأسواق وانتشى برائحتها الجميع، إلا الذي في نفسه مرض، والذي لجأ الى حذف اسمه أو تغييبه من هذه الموسوعة، لذلك فإن هذا الشخص من المتوقع ان يقيم الدنيا ولا يقعدها، لأن اسمه سقط من الموسوعة!
فاكس: 4533173
|