لم تكن ضربة الجزاء التي «طنش» عنها الحكم عمر المهنا لصالح الكاتو ضد الخوجلي أو هدف خميس العويران في شباك النصر والذي ألغاه بصافرة غير عادلة هي الحالات التي تضرر منها الهلال من هذا الحكم أمام فرق كثيرة والنصر بالذات طوال مشواره في الملاعب.
وإذا كان المهنا قد خرج هذا الأسبوع في برنامج المواجهة التليفزيوني واعترف بقراراته الخاطئة وأنه ظلم الهلال بعدم احتسابه ضربة جزاء للكاتو ضد الخوجلي وبإلغائه هدفاً صحيحاً سجله خميس العويران في شباك مضحي الدوسري فإن الذاكرة الهلالية تحمل الشيء الكثير والحالات التي لو تم استعراضها لأمضى المهنا الساعات الطوال وهو يعترف بأخطائه ضد الهلال والتي أفقدته العديد من البطولات وليس مجرد الفوز في مباريات.
وقد اقترن ظلم المهنا للهلال وبالأخص أمام النصر منذ دخوله ميدان قضاء الملاعب وحتى وهو يوشك حالياً على الرحيل فما بين دفتي نهائي كأس الملك 1407هـ ومربع 1422هـ سجل ضخم وحافل بالأخطاء التي جن جنون الهلاليين عليها وقهرتهم بما اغتصبته من حقوق وما انتزعته من استحقاقات هلالية صرفة وقدمتها على أطباق من ذهب لمن لا يستحقها ومن ليس جديراً بها.
ولم يكن عمر المهنا وهو يرتكب تلك الأخطاء الفادحة بحق الهلال حالة فريدة من الحكام فما هو إلا نموذج متكرر ومتطابق من أولئك الذين استمرأوا بأخطائهم سلب حقوق الهلال وتجيير انتصاراته وبطولاته للفرق الأخرى وبالأخص «الجار» الذي تضخم سجل إنجازاته بما سلب من الزعيم وانتزع منه.
ويبقى السؤال.. هل اعترافات المهنا ستعيد حقوق الهلال المسلوبة من البطولات والانتصارات التي ذهبت للآخرين بغير وجه حق؟ وهل ستعيد اعترافات الدهمش والناصر والشقير والمرزوق والعمر ومعجب والعقيلي فيما لو تمت حقوق الهلال على مدى التاريخ الحديث على الأقل ولن أعود لعصر لم أكن شاهداً عليه وإن كنت أجزم أنه قد شهد وضع اللبنات الأولى لمسيرة الظلم والإجحاف التحكيمي بحق الهلال؟
وعموماً يبقى الاعتراف يحمل شيئا من إبراء الذمة وهو ما فعله عمر المهنا جزئياً فهل يفعل مثله الآخرون؟
|