سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الاستاذ/ خالد المالك المحترم
فقد اطلعت على تعقيب الاخ محمد العبد المنعم على مقال الكاتب حمد القاضي في العدد 11176 وتاريخ 4/3/1424هـ حول - تعميم الدعاء والدعاء المطلوب - بشأن مسألة الدعاء على الكافرين قاطبة محاربهم ومسالمهم محسنهم ومسيئهم.. وما اورده الاخ محمد حول جوازه من الكتاب والسنة واندفاعه في التأكيد على ذلك، وكأنه لم يعد ينقصنا من اسباب النصر الدينية والعلمية المادية والعسكرية الا ان نقف على رؤوس الاشهاد وندعو على كل سكان الكرة الارضية من مختلف الملل وكما نسمعه في بعض جوامعنا.. وعليه فإنني اقول:
* فهل من البر بمن لا يقاتلنا ولا يعتدي علينا من الدول والشعوب غير المسلمة ان ندعو عليهم ونلعنهم فوق كل منبر؟
* فإذا كان سب آلهتهم سيدفعهم الى سب الله جل وعلا عما يقولون علواً كبيراً
فإن شتمهم والدعاء عليهم سيدفعهم الى شتمنا والدعاء علينا وهذا فيه تنفير من الاسلام.
* فهل يستقيم ذلك مع الدعاء عليهم...؟
* فهل يكون ذلك مع الدعاء عليهم بالهلاك والدمار وهل يستمع الانسان او يتقبل ممن يدعو عليه ويشتمه؟
5- ان الاسلام قد اعترف بوجود الاديان الاخرى.. ونظم العلاقة معها واباح طعام اهل الكتاب واجاز الزواج من اليهود والنصارى فهل يستقيم ذلك مع الدعاء عليهم ولعنهم.. ولو كانوا غير محاربين».
6- ما اوردته يا اخ محمد.. انما يتعلق بالمحاربين لانبياء الله تعالى، والدعاء على هؤلاء حق.
7- الرسول صلى الله عليه وسلم عقد صلحاً مع قبيلة خزاعة المشركة كما عقد صلحاً مع اليهود في وقت من الاوقات فهل تظن انه كان يدعو عليهم ويلعنهم لكفرهم مع انهم في حلف معه ولم يحاربوه او يظاهروا عليه؟
8- ان الشعوب والدول ايها الاخوة وبمختلف مللها واديانها في الوقت الحاضر قد ارتبطت ببعضها وتداخلت مصالحها السياسية والاقتصادية.. ويستحيل ان يستغني بعضها عن البعض الآخر وليس هناك من شعب يستطيع ان يعيش لوحده ولن يؤدي تعميم الدعاء على كل الملل الا الى كره الآخرين لنا ونفورهم من ديننا وتأليبهم علينا.. وهذا والله من الحمق الذي ما بعده حمق.
انه اذا كانت خطب الماضي لا تتجاوز ابواب المساجد..
فإن كل كلمة تقال في هذا العصر تبلغ الآفاق فلم يعد شيء يخفى على وسائل الاعلام والقنوات الفضائية.. ونحن بحاجة الى رسم صورة مضيئة عن ديننا نجلب بها قلوب الآخرين ونستميلهم اليه وهذا لا يتحقق بهذا الاسلوب أيها الاخوة.
وفقنا الله الى طريق الرشاد وادام علينا نعمة الامن وحمى الله ديننا وبلادنا من المتربصين ومن انفسنا فهو الموفق والهادي الى سواء السبيل.
حمود بن عبدالعزيز المزيني/المجمعة
|