التطرف والغلو صفتان نهانا ديننا الحنيف عنهما فالاسلام لا يقبل احداهما ولم يقم على احداهما. قال تعالى:{وّكّذّلٌكّ جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ وّسّطْا} ونهى عن الغلو فقال:{لا تّغًلٍوا فٌي دٌينٌكٍمً} ولكون التطرف والغلو صفتين ذميمتين فقد كانتا من صفات بني اسرائيل ففي دينهم التطرف والتشدد فشدد الله عليهم.
وشبابنا زهرة الأمة وابناؤنا فلذات أكبادنا الذين يرتعون ويلعبون بين أعطاف هذا البلد الآمن وينمون أمام أعيننا إذا بهم بين عشية وضحاها يتقلبون ناقمين لهذا الجميل ناكرين لمن حملهم بين يديه الحانيتن ورفق بهم طوال سنين عمرهم ثم تأتي الطعنات من الابن الى الأب لكن ظلم ذوي القربى أشد مرارة، والأهم من ذلك كيف ينبغي لنا أن نحمي الجيل القادم والحالي من هذه الظاهرة وأقول ظاهرة لأنها سوف تزول بإذن الله.
1- فيجب علينا الرحمة بالشباب والاهتمام بهم قليلا سواء كان من الناحية الأخلاقية أو العلمية وتفهم حاجياتهم.
2- يجب ترويض المناهج الدراسية لخدمة دين الوسطية ومراعاة فقه التيسير على الأمة، فالأمة ليست بحاجة لمن يشدد عليها أو على دينها، وفي ديننا الحنيف سعة ويسر لا يخرج ديننا عن التسامح ولو قلبنا في الكتب الفقهية لوجدنا في ديننا الفسحة والسعة في كثير من القضايا.
3- الاهتمام بالشباب ومراعاتهم أثناء سفرهم للخارج سواء كان للسياحة أو للدراسة أو غيرها فلربما تتلقفهم بعض الأيادي المغرضة الناقمة على هذا البلد وتجعلهم أداة الحرية المزعومة.
4- الزيادة من فتح أكبر عدد من أماكن التنفيس لدى الشباب ومن ذلك زيادة عدد النوادي وجذب الشباب اليها وزيادة عدد المراكز الصيفية ومراكز الأحياء حتى يجد الشباب متنفساً يقضي فيه وقته وابراز التنافس في عدد من الهوايات حتى وإن كانت في ظاهرها ساذجة ولكن الأصل فيها تنمي في داخل الانسان حب المغامرة ويجد الشباب فيها اشباعا لرغباتهم.
5- تنمية روح الابتكار والاختراع لدى الشباب وجعل الجوائز المجزية على ذلك حتى يحصل عليها فعلا اكمال الناحية العقلية واشباع الرغبة الوجدانية لدى الشباب.
الحقيقة ان هناك الكثير من الوسائل التي تعين على الاحجام من هذه القضية الخطيرة والتي تفتك ببناء هذا الوطن الغالي والحد من هذا الجرم المخطط له.
لنا معكم لقاء قادم ودمتم.
وبالله التوفيق
أحمد بكري
رئيس الدعوة والإعلام بمكتب الندوة العالمية بخميس مشيط
|