Tuesday 17th june,2003 11219العدد الثلاثاء 17 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إلى جنات الخلد إن شاء الله يا بندر إلى جنات الخلد إن شاء الله يا بندر
د. تيسير بن سعد أبو حيمد/عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود/كلية التربية

الحمد لله القائل : {)وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
}. فاللهم لك الحمد، على قضائك وقدرك.
{انا لله وانا اليه راجعون}
اللهم ان كنت قد اخذت فقد اعطيت، وان كنت قد ابتليت فقد عافيت فلك الحمد على ما قضيت.
هذه الدنيا ظل، زائل وسراب لا حقيقة له الا اذا عمر بطاعة الله.افتقدنا اخاً عزيزاً، احبه القاصي والداني، احبه اناس ولم يروه، احبوه مما سمعوه عنه..كان - رحمه الله - وكأنه في سباق مع القدر.. كان حريصا على اتمام اموره في اقرب وقت كان يُعدُّ البناء في الدنيا.. ولم يدر ان البناء يُعَدُّ له في الآخرة اخترمته المنية في ريعان الشباب.. وصدق الشاعر حيث قال:


يا كوبكا ما كان اقصر عمره
وكذا عمر كواكب الاسحار

انها الدنيا - يا بندر - ان اضحكت قليلاً ابكت كثيراً وان سرت يوماً ساءت دهراً، وان متعت قليلاً منعت طويلاً، وما ملأت داراً خيرة الا ملأتها عبرة.
وكما قيل:


وكيف يلذ العيش من هو صائر
الى حدث تبلى الشباب منازله
وتذهب رسم الوجه من بعد ضوئه
سريعا ويبلى جسمه ومفاصله
ان الدنيا كما قلت لك، ولكنْ..

عزاؤنا فيك - يا بندر - اننا لن نخلد في هذه الدنيا.. فنحن على اثرك طال الزمان او قصر.. عزاؤنا - يا بندر - وعد الله الصادق: «وبشر الصابرين» عزاؤنا يا بندر ثناء الناس عليك ولا نزكيك على الله ولكنهم شهود الله في ارضه كما ورد في الحديث الصحيح وعزاؤنا فيك يا بندر تلك الرؤى الصالحة المبشرة بالخير بإذن الله وعزاؤنا فيك يا بندر.
رضاء والديك عنك وعزاؤنا فيك يابندر
عندما قال الامام ابن القيم - رحمه الله - عند حديثه عن علاج حر المصيبة «ومن علاجها ان يعلم ان الذي ابتلاه بها احكم الحاكمين وارحم الراحمين وانه سبحانه لم يرسل اليه البلاء ليهلكه به ولا ليعذبه به ولا ليجتاحه، وانما افتقده به ليمتحن صبره، ورضاه عنه وايمانه ويسمع تضرعه وابتهاله وليراه طريحاً ببابه، لا ئذاً بجنابه مكسور القلب بين يديه، رافعاً قصص الشكوى اليه.. فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلى بنعمائه، كما قيل:


قد ينعم بالبلوى وان عظمت
ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

فاللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا واناثنا.
الله لا تحرمنا اجرهم ولا تفتنا بعدهم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا محمد وعلى آل وصحبه وسلم اجمعين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved