بعد أحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر المشؤوم تكشفت للعالم العربي فجوات خطيرة.. لم يأخذ العرب انتباههم إليها قبل ذلك.. فأصبحت اليوم حقيقة واقعة ومؤلمة.. وضعت القيادات العربية الإسلامية.. في المأزق الحرج الذي تعيشه اليوم.. فيما بين حتميات الفعل والوقائع السياسية والدولية.. وبين رغبات وصيحات الجماهير العربية الثائرة الهادرة.. من حيث تدري.. أو لا تدري..
ومن أبرز تلك الفجوات غفلة الإعلام العربي عن القيام بالدور المطلوب منه في العالم الغربي.. بوضع استراتيجية إعلامية بعيدة الرؤية.. وإيجابية التأثير في العالم الغربي.. كما فعل الإعلام الصهيوني.. أو العجز عن ذلك لأسباب كثيرة ليس هذا مجال بحثها وتشريحها.
واليوم وبعد ان اتضحت الصورة وانكشف المستور.. واعترفنا بعجزنا الإعلامي الرسمي عن القيام بهذا الدور الفاعل والمؤثر.. أتوجه بهذه المهمة للعرب المستثمرين في الخارج.. وكلنا يعلم حجم الاستثمارات العربية في الخارج.. والتي تقدر بآلاف المليارات من الدولارات.. أتوجه إليهم بطلب توجيه الجزء الأكبر من تلك الأموال.. للاستثمارات في المجالات الإعلامية.. من صحافة، وإذاعة، ومحطات فضائية، وأقمار صناعية، ومراكز معلومات ودور للنشر، وشبكات اتصالات واسعة.. لمواجهة الإعلام الصهيوني.. بنفس السلاح الذي يحاربوننا به.. وبنفس الأسلوب الذي يعملون به.. وان تكون هناك روابط وثيقة وقوية فيما بين الإعلام العربي الرسمي.. وبين تلك القنوات الإعلامية الاستثمارية.. لتتمكن من القيام بالأدوار المطلوبة منها.. وكشف الحقائق، وفضح الأكاذيب، ونشر الثقافة العربية والإسلامية.. بين الشعوب الغربية والأوروبية.. وتتفاعل معها بالصدق والصراحة، والوضوح.. بالوثائق والمعلومات الصحيحة.. وبالحرف، والصوت، والصورة.
وأعتقد أنه قد حان الوقت.. لتوجيه تلك الاستثمارات الكبيرة في الخارج.. لصالح الأمة والوطن للدفاع عن الحق والحقيقة.. إعلامياً أو ثقافياً، وسياسياً، وأعتقد أن مشاريع إعلامية ضخمة تم توجيهها لهذه الرسالة.. سيكون لها مردود إعلامي كبير على الأمة العربية والإسلامية.. وربحية أكبر وأكثر بركة لهؤلاء المستثمرين.. فما تتعرض له الأمة اليوم.. من ضغوط أمريكية وصهيونية إعلامية وسياسية وثقافية.. هو نتاج ترك الساحة في العالم الغربي.. لعبث الإعلام الصهيوني وتمكينه من الدجل والكذب والتهويل وفق ما يريد.. لعكس المفاهيم وقلب الحقائق وحشو الأفكار الغربية.. الرسمية.. والشعبية.. بالمفاهيم الخاطئة عن الأمة العربية.. وعن الإسلام والمسلمين.. وعن قضية احتلال فلسطين والقدس الشريف.. حتى بلغت بهم الجهالة والحماقة.. إلى تحويل مجرم الحرب والقتل والدمار.. وجزار صبرا وشاتيلا ثم جنين ونابلس.. إلى رجل سلام ويا عجبا لهذا المنطق الفحش.. من سيد البيت الأبيض (بوش الابن) على تلك التسمية والصفة التي لا أدري ولا المنجم يدري كيف تعالى على الله.. وعلى الحق وكذب بها على الشعب الأمريكي حتى صدَّقه بأن (شارون) رجل سلام.. وان المنظمات الفلسطينية التي تدافع عن أرضها وعرضها ومقدساتها منظمات إرهابية وقتلة يستحقون ما يفعله بهم شارون من ذبح وقتل ودمار فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. ولهذا فإنني أقول إن على هؤلاء المستثمرين العرب الكبار إن كانوا حقاً عرباً مخلصين لأمتهم ووطنهم ودينهم.. ان يتوجهوا فوراً باستثماراتهم.. إلى هذا الميدان المربح لهم ولأمتهم بعد ان فقدت الأمة ثقتها بقدرات وإمكانيات إعلامها العربي الرسمي وحسبي الله ونعم الوكيل.
|