تكريس نهج الحوار والوضوح

في عهد القرية الكونية الصغيرة والتأثيرات المتبادلة السريعة تبرز الحاجة لأدوات وآليات فاعلة للتعامل مع جملة من الوقائع من بينها بشكل خاص الاختراقات الفكرية وحالات الاستهداف التي قد تعمل ضد مصلحة هذا المجتمع أو ذاك.
ويحاول اللقاء الوطني الفكري المنعقد بالرياض، التعامل مع الوقائع الجديدة بما تستحقه من أدوات ترقى الى مستوى التعاطي السليم مع المستجدات، وهو في هذا المجال يسترشد بجملة من المعطيات على رأسها نهجنا الاسلامي القويم بما يحتويه من تشريعات ومبادىء للعمل وموجهات للحوار.
وفي خطابه الى هذا اللقاء الحيوي أشار سمو ولي العهد الى الأخطار التي تحدق بالمملكة ومنها هجمات شرسة تمس العقيدة وتهدد الوحدة الوطنية وتعرضها للاختراق.
وكل هذه أخطار تستوجب المواجهة الحاسمة والحاذقة التي تستدعي تضافر جهود الجميع، وقد أشار سمو ولي العهد إلى أهمية اللجوء الى أنجع الأساليب في مواجهة تلك الأخطار مشيراً بصفة خاصة إلى الاقناع ومخاطبة العقل والاستعانة بالمنطق لتبيان الحجة واحترام الرأي الآخر، والاعتراف باختلاف وتنوع وتعدد المواقف والمذاهب.
والأولويات باتجاه هذا العمل، كما أشار سمو ولي العهد، تتمثل في قضية الخطاب الاسلامي الداخلي والخارجي بأمل الوصول إلى ما يكرس تمسك المملكة بعقيدتها ويمكِّن من توثيق صلاتها بالعالم الاسلامي وتوثيق عرى الوحدة الوطنية.
إن سماحة الاسلام التي تتجلى في إفساح المجال أمام الآخر وكل مقومات الحوار الهادف المجدي ستعين كثيراً في تلمس السبل لإطلاق حوارات ترسي أساساً طيباً للتعامل مع القضايا المطروحة ليشكل هذا النهج الحواري رصيداً طيباً يمكن البناء عليه والرجوع إليه بين كل حين وآخر، ما يعني ترسيخ مقومات الحوار والوضوح بحيث يسهل معالجة جميع المشاكل طالما أن مواضع الخلل واضحة بفضل توافق الجميع على الصراحة والوضوح ونبذ الغلو والتشدد، وفي وقت بات فيه المنع والحجب من ذكريات الماضي بسبب حقائق القرية الكونية الصغيرة التي اخترقت وسائلها جميع المجتمعات.