طَهُوْرُ.. لا بأس زال العارض الضررُ
والعين عاد لها - يا والدي - البصرُ
لا زلت ترعاك عين الله محتسباً
ثوابه.. وإلى الإحسان.. تبتدرُ
يا والدي.. إن شكى عضو فزعت له
سبحانه.. فإذا الآلام تندحرُ
أسلمت أمرك.. إيماناً وعن ثقةٍ
بالله.. ما نال من إيمانك الكدرُ
فكان «لابن جبير» مبضع ويدٌ
مرت على العين حتى عادها النظرُ
نِعم النطاسي في طب العيون له
من سابق الفعل آيات له خُبرُ
دامت لعينك نُعمى النور دمت على
فضل من اللّه.. ما مدّت لك العُمرُ
وما تزال بحمد اللّه.. مغتبطاً
بنعمةٍ.. أنت في شكرانها صُبُرُ
ودمت لا تشتكي عِيّاً ولا ألماً
ولا تُساءُ بما تأتي.. وما تذرُ
ولا تمر بك البأساءُ ثانيةً
ولا ينوبك عسْرٌ.. إنما يُسُرُ
لا زالت قرة عين الصالحين أباً
للمكرمات.. فلا كبر ولا بطرُ
فأسلم.. لك الحب يسري في جوانحنا
لآل صالح أنت الوالد الذُّخُرُ
وملتقى جَمْعِهم.. دفءٌ لجانبهم
حبيبهم إن غابوا وإن حضروا
يا والدي.. حبكم ألقى على شفتي
ما حَدثَ القلب ما أوحت به الفكر
فالعفو.. إنّ أحرفي أعيا البيان لها
أن لا تُعبّر.. عمّا الحب يَدَّخرُ