Tuesday 17th june,2003 11219العدد الثلاثاء 17 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سارز:مرض خطير لا يزال يحتفظ بقسط من الأسرار سارز:مرض خطير لا يزال يحتفظ بقسط من الأسرار

  * باريس - بريجيت كاستلنو - اف ب:
يعتبر الالتهاب الرئوي الحاد (سارز) اول مرض خطير ومعد يظهر في القرن الحادي والعشرين وهو وان كان لم يعم العالم أجمع كالايدز الا أنه لا يزال يشكل خطرا لا بد من التعامل معه بجدية بالغة.
فبعد ثلاثة أشهر على الانذار العالمي الذي اطلقته منظمة الصحة العالمية يبدو ان داء السارز الذي ظهر في منتصف تشرين الثاني - نوفمبر الماضي يتجه نحو نهايته الا ان هذا الامر لا يسمح بأي تراخ في التعامل معه لأسباب : السبب الاول يتمثل بعدم وجود اي لقاح للوقاية من المرض او اي علاج للشفاء منه. الامر الذي اضطر الدول الى اللجوء الى وسيلتين قديمتين اظهرتا فاعليتهما وهما العزلة والحجر الصحي.
والسبب الثاني هو انه لا يزال غير معروف ما اذا كان يمكن للسارز ان يتحول الى مرض موسمي كالرشح او الزكام فيعود الى الظهور مجددا في الخريف المقبل.
على المدى القصير قد يؤدي التراخي الى موجة جديدة من الاصابات كما حصل في سنغافورة وتورونتو بالاضافة الى خطر انتشار العدوى عبر الرحلات الجوية.
ويتوقف النجاح في السيطرة على الداء على السيطرة عليه في الصين.
ولا يزال مصدر فيروس المرض مجهولا.
ويقول المدير التنفيذي للامراض المعدية في منظمة الصحة العالمية ديفيد هيمان: «لا نعرف بالتحديد مصدر السارز ولا كيفية انتقاله الى الجنس البشري».
وتقول ايزابيل نوتال من منظمة الصحة العالمية لوكالة فرانس برس: ان «المعلومات غير كافية بشأن الخزانات المحتملة للفيروس».
وتضيف انه تم »تشخيص فيروس قريب من السارز لدى سنور الزبادي» وهو نوع من «القطط» يتناوله الصينيون بكثرة في طعامهم، كما عثر على «اجسام مضادة للفيروس لدى الكلب النهري والغرير من دون ان يؤدي ذلك الى اكتشافات مهمة بالنسبة الى المرض».
وتضيف انه لا بد من اجراء «دراسات معمقة على الحيوانات لمعرفة المزيد».
وتشير نوتال الى انه عمليا: «ليست هناك دائما فحوصات بسيطة وسريعة يمكن الوثوق بها لاكتشاف مباشر للفيروس او الاجسام المضادة تسمح بالقول سريعا جدا في اليومين اللذين يليان العوارض الاولى للمرض ( الحمى والسعال ) ما اذا كان الشخص مصابا بالسارز ام لا ».
. . . وتضيف ان «السارز لم يتخذ منحى الانتقال الذي ينتقل بواسطته الزكام».
واعلنت منظمة الصحة العالمية ان المعدل الوسطي للوفيات بالالتهاب الرئوي الحاد بلغ 14% وهو يرتفع الى اكثر من 50% بين الاشخاص الذين يتجاوزون سن الخامسة والستين.
اما المعدل الوسطي للوفيات بمرض الزكام فهو ادنى بكثير ولكنه يطال عددا اكبر من الاشخاص وبالتالي، يتسبب بعدد اكبر من الوفيات اذ تتسبب الاصابات بالزكام العادي بوفاة حوالى عشرين الف شخص سنويا في الولايات المتحدة وحوالي الفين في فرنسا.
ولم يثبت حتى اليوم ان هناك حاملين اصحاء للفيروس يمكنهم ان ينقلوه الى غيرهم انما لا يمكن استبعاد هذا الاحتمال بشكل كامل.
ذلك ان هناك امورا لا تزال تحتاج الى التوضيح ومنها اكتشاف اجسام مضادة (تنتج عن اتصال مع الفيروس) لدى مربي وبائعي حيوانات (سنور الزبادي منها) لا يتذكرون انهم اصيبوا بمرض مماثل والعدد الكبير من المصابين الصينيين الذين لم يكونوا على اتصال مع مريض بالسارز. في المقابل تبقى مسألة كون «الاشخاص الذين يقدمون العلاج هم الضحايا الاولون للداء امرا مثيرا للقلق» على حد قول نوتال مشددة على ضرورة اتخاذ «اجراءات وقائية مشددة جدا».
ولا يبدو الفيروس متحولا بالقدر الذي كان يخشى منه الا ان قوته لا تتدنى تدريجيا مع الوقت.
ومن الاسئلة التي لا تزال عالقة : هل الاصابة بالعدوى تؤدي الى ادخال اجسام مضادة تحمي الجسم من تجدد ظهور المرض؟ وما هي طرق انتقال العدوى كلها؟.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved