Tuesday 17th june,2003 11219العدد الثلاثاء 17 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
علاقات عائلية
عبدالرحمن صالح العشماوي

لابد أن تقوم العلاقات العائلية على أسس ثابتة من المودة والحب والثقة المتبادلة، وصفاء النفس، والصدق والصراحة، وإلا اصبحت معرضة للخلافات التي تقصم ظهر التفاهم، وتحطم جسور المودة، وتذبل اغصان الحب، لابد من ازدهار الحياة العائلية بكل كلمة عذبة، وجملة رقيقة، وابتسامة صافية، ترفرف بأجنحة من الحنان والعطف، وتنفض عن دثار المحبة والمودة ما يعلق به من غبار الحياة اليومية الذي تثيره مشكلات الحياة، ومتاعبها، وصعوباتها، ولابد من تحقيق ما يمكن أن نسميه «الأمن العائلي» بين أفراد الأسرة الواحدة، الأمن الذي يتطلب من كل أفراد الأسرة عناية به وحرصاً عليه، حتى يتحقق في جو العائلة وهو - بدوره - سيتحول إلى دائرة أوسع فيكون من عوامل تحقيق «الأمن الاجتماعي»، لأن علاقات الحب والمودة التي تعطر بأزاهيرها اجواء الاسرة، تنتقل الى المجتمع من خلال الافراد، وإلى الوطن من خلال المجتمع، وإلى الأمة كلها من خلال العلاقات المتميزة بين ابنائها، ولن تشيع هذه العلاقات المتميزة إلا إذا كان لها أساس في العلاقات العائلية، بين الأب وابنه، والزوج وزوجته، والاخ واخيه، وبين الابوين وجميع افراد عائلتهما.
إذا فقدت الأسرة المودة والحب، ضعفت فيها العاطفة الصادقة، وضاعت معالم التفاهم، واهتزت الثقة في النفوس، ونتج عن ذلك من الآثار السلبية «النفسية» ما يمكن أن يعصف بصفاء النفس، ويقضي على إشراقات الصدق والصراحة بين أفراد الأسرة، ومن هنا يبحث كل فرد من افراد العائلة الواحدة عن شخص آخر، يبادله الثقة، ويفضي إليه بما في صدره، ويبوح له بما في قلبه، ويؤسس معه علاقة خاصةً، تزول فيها «الحواجز» ويتم من خلالها تبادل الأسرار، وهنا مكمن الخطورة، فلربما كان الشخص الآخر الذي لجأ إليه الإنسان ذا توجه منحرف فكراً وسلوكاً، او صاحب اضطرابات نفسية، فيكون اثره في نفس صاحبه اثراً سلبياً، ربما يتحول مع الأيام إلى مالا تتوقعه العائلة من الافعال والاقوال والمواقف السيئة لاحد افرادها، وهنا يندم رب الأسرة حين لا ينفع الندم.
إن مبدأ التفاهم بالمودة والحب بين افراد العائلة مهم لتكوين اسرة سليمة مستقرة منتجة، وهو مبدأ ينبثق من شرعنا الإسلامي الحنيف الذي عني عناية كبيرة بصلة الرحم، والقرابة، وبالعلاقة المتميزة بين الآباء والابناء، والازواج، والزوجات، والاخوة والاخوات. وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمثلة مالا يتسع له مقام كهذا المقام، فعلاقته بأهله واسرته قبل هجرته الى مكة مليئة بالمودة، والتعاطف، والثقة، وحسن المعاشرة، مع اعمامه، واقاربه الادنين والابعدين، ومع زوجته خديجة، ثم مع زوجاته فيما بعد، ومع احفاده ابناء بناته، بل مع اقارب زوجاته وصديقاتهن، فقد كان يصل بعض صديقات زوجته خديجة، رعايةً لذكراها، وفي صورة هذه القدوة النبوية الكريمة التي يجب أن تحتذى ما يدعونا إلى إعادة النظر في بناء علاقات عائلية متميزة قائمة على الحب والمودة والصفاء والصدق والصراحة.
إشارة:


بيني وبينك لوحة مرسومة
من حبنا وفؤادي الرسام

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved