تتحول الأمور والمواقف عند الإنسان إلى درجة الأهميَّة التي قد تبلغ بها أعلى مستويات الضرورة، بينما تتدنى هذه الضرورة في مواقف حتى تتلاشى وتأخذ حيِّزاً صغيراً من اهتمام الإنسان. ويركن ما سوى الأشدِّ ضرورة في زاوية الإرجاء حتى وقت مناسب.
ما يصل من الأمور في الوقت الراهن إلى درجة الضرورة هو أمر الأحداث التي باتت تفاجىء مجتمعنا الآمن المتعوِّد على الهدوء، والسلام، والاطمئنان.
ولعلَّ الجميع يتساءل: أين كان هذا المخبوء يعدُّ؟ ومنذُ متى؟ وما الذي صنعه؟ ولماذا؟ وما الهدف منه؟ وما هي النتائج المتوقعة من هؤلاء الذين يصنعونه؟... بلا ريب الجميع لا بُدَّ أن يشمِّر عن مسؤوليته، الأب لا بُدَّ أن يسأل عن مدى أدائه لواجب التربية وتقديمه للنصيحة والاهتمام والرعاية اللازمة وكذلك المعلِّم، ما هي القيم التي زرعها في نفوس طلابه، وأيُّ الأمور الأكثر إلحاحاً كي تكون على طاولة التربية قبل التعليم.
ورجل الأمن كيف هي يقظته في أداء واجبه، والسهر عليه، وتحرِّي كلِّ صغيرةٍ ممَّا يشرد وممَّا يرد إليه؟ هل يوقظ لها جميع حواسِّه، ويُعْملُ لها كلَّ قدراته؟ أم يدعها تمضي في روتين ورق والنار تأكل بعضها بعضاً؟
من يسأل عن هذه النار كيف اشتعلت تحت التراب؟ ومن الذي يمكنه أن يقنن لماذا؟
وكلُّ مسؤول لا بُدَّ أن يُعيد حساباته، فليس هو وقت النَّوايا الحسنة. كما إنَّه ليس وقت إهمال الصغيرة قبل الكبيرة. ولعلَّ التضافر هو واجب من الجميع كي يكون الجميع في معيَّة الوطن.
|