|
|
تعرضت عاصمة المملكة العربية السعودية خلال الفترة الماضية إلى عاصفة خطيرة تشابكت معها الرؤى والأفكار واختلطت بسببها الأسباب والمسببات وأصبح المعلوم مجهولاً والمجهول معلوماً. تعرضت رياضنا الحبيبة إلى سلسلة من الأحداث الغريبة التي لم تكن مألوفة للشارع والمجتمع السعودي وذهب ضحيتها عدد من الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل بمجمل الأحداث على الساحة الفكرية والسياسية المحلية والعالمية. وأياً كان المنفذ ومهما كان الضحية فإن جسامة الحدث تحتم على صاحب القرار في هذه البلاد سرعة دراسة الحدث وفق منهج علمي سليم بعيداً عن المؤثرات العاطفية والدولية وبعيداً عن اتجاهات التحقيقات الأمنية التي تهدف إلى ملاحقة المنفذين وفرض حالة من الضبط الأمني لمنع تكرار حدوث مثل هذه الأحداث الجسام في المستقبل، إن وقاية المجتمع من هذه الأحداث في المستقبل لا يمكن أن يتحقق بمجرد صدور قرار سياسي أو وجود أمني مكثف، فلا بد من معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت بأبنائنا إلى الوصول إلى هذه الحالة غير المقبولة للعقل والشرع. وهنا نشير إلى أن التحقيقات الصحفية والآراء الإعلامية وإن تعددت في الشكل والمضمون لا يمكن أن تكون السبيل الأفضل للكشف عن مكونات الظاهرة ودوافعها الحقيقية مما يحتم علينا الانصراف الكامل للدراسات العلمية المتخصصة التي تتناول موضوع الدراسة بشفافية وعقلانية بعيداً عن المؤثرات الخارجية التي قد تحول دون الوصول إلى النتائج السليمة، فمن خلال هذا النوع من الدراسات نستطيع الإجابة على العديد من التساؤلات المهمة التي لا تزال بلا إجابة منطقية ونستطيع التعرف على واقعنا بمنظار علمي متجرد. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |