* طهران الوكالات:
جاب متشددون ايرانيون بعضهم يحمل السلاح الشوارع المحيطة بالمدينة الجامعية في العاصمة الايرانية طهران في الساعات الاولى من صباح امس الاثنين بعد ان شهدت ست ليال من الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية وهي احتجاجات تشجعها واشنطن.
وسمع صوت ثلاث طلقات رصاص لكن السبب لم يكن واضحاً وقال شهود عيان ان المناخ اهدأ من الليالي السابقة التي هاجم خلالها متشددون يحملون الهراوات والجنازير والسكاكين المتظاهرين.
وبحلول الساعة30 ،2 صباحا بتوقيت طهران امس الاثنين كانت الشوارع القريبة من جامعة طهران خالية من السيارات والمارة وبدأ الوجود الامني المكثف يؤتي ثماره لصالح السلطات الايرانية.
وعند مدخل الحرم الجامعي كان افراد هذه الوحدات يتحادثون بينما حل رجال الأمن باللباس المدني يرتدون سترات كتب عليها «بوليس» (شرطة) باللغة الانكليزية وغير مسلحين ظاهريا. محل زملائهم الذين كانوا مدججين بالاسلحة.
اما رجال المليشيات الموالية للنظام الذين تدخلوا بالمئات الجمعة لكسر حركة الاحتجاج بعنف. فكان وجودهم اقل وضوحاً.
ورفعت الحواجز التي اقيمت على الطرق في الايام الماضية بأكملها تقريبا.
وتمكن سكان العاصمة الذين تدفقوا بأعداد كبيرة اقرب الى عدد المشاركين في التظاهرة مساء الجمعة الذي بلغ الذروة. من الاقتراب بسياراتهم من حرم الجامعة حيث تمكنوا من مشاهدة الطلاب وهم يلعبون كرة القدم في باحة الجامعة.
وبقي المتظاهرون ايضا في سياراتهم مكتفين باطلاق ابواقها لتجنب تعرضهم للمطاردة كما حدث مساء الجمعة.
وخلافا لما حدث في الايام الماضية. لم تقطع خطوط الهاتف لمنع المتظاهرين من الاتصال بالخارج لتلقي الاوامر حسبما ترى السلطات الايرانية.
وشاب الاحتجاجات الايرانية غير المسبوقة اهانات طالت المسؤولين السياسيين ورحبت الولايات المتحدة بها ووصفتها بانها صرخة من اجل الحرية.
وفي محاولة لنزع فتيل الاحتاجاجات اعتقلت الشرطة الايرانية عددا من زعماء المتشددين الذين روعوا المحتجين في طهران قبل يومين وحطموا زجاج السيارات وضربوا الناس بقضبان وسلاسل حديدية.
وقال سكان قريبون من المدينة الجامعية في طهران التي بدأت فيها الاحتجاجات الاسبوع الماضي انهم سمعوا ثلاث طلقات رصاص في ساعة مبكرة من صباح امس الاثنين.
وقال احد السكان (19 عاما) طلب عدم نشر اسمه «فور سماعي طلقات الرصاص هرولت خارجا من منزلي لارى ما حدث. لكني لا ارى شيئاً».
لكن في الوقت الذي اخذت فيه المظاهرات تتراجع في العاصمة الايرانية طهران تحدثت وسائل الاعلام عن مظاهرات محدودة نظمت في ثلاث مدن ايرانية على الاقل قتل خلالها ايراني.
وبعد شيراز والاهواز (جنوب غرب) واصفهان (وسط). ذكرت وكالة الانباء الطلابية ان حركة الاحتجاج وصلت الى مدينة مشهد الكبيرة (شمال شرق) حيث وقعت صدامات متفرقة بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يطالبون بالافراج عن السجناء السياسيين واستقالة الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي.
وأعلن الرئيس الامريكي جورج بوش مساء الاحد تأييده للمظاهرات الايرانية وقال في كينبنكبورت على الساحل الاطلسي حيث يمضي عطلة نهاية الاسبوع «انها البداية لشعب يعبر عن نفسه في سبيل اقامة ايران حرة وهو شيء اعتقد انه ايجابي».
واتهمت وزارة الخارجية الايرانية الولايات المتحدة بإدارة الاحتجاجات عن بعد «والتدخل السافر في الشؤون الداخلية لايران» وقالت ان المسؤولين الامريكيين تعمدوا المبالغة في الحديث عن المظاهرات واعطائها اهمية.
وتتابع الولايات المتحدة عن كثب المناقشات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الاسبوع لتقرير يدعو الى عمليات تفتيش جديدة على البرنامج النووي الايراني.
وتقول ايران ان طموحاتها النووية هي لاغراض سلمية وتوليد الطاقة.
وبعد ان اطاحت الولايات المتحدة على مدى عام ونصف عام بنظام الحكم في جاري ايران العراق وافغانستان اعرب المسؤولون الامريكيون علنا عن ترحيبهم بتغيير الحكومة في طهران لكنهم لم يصلوا الى حد تبني سياسة «تغيير النظام» في ايران.
ومن جانب آخر قال العميد محمد باقر رئيس شرطة طهران ان الشرطة اعتقلت 109 من «مثيري الشغب» بينما لم تحتجز ايا من الطلبة في الأيام الثلاثة الماضية مشيرا إلي أنه لم يكن هناك طلبة بين هؤلاء المعتقلين. وقدر عدد المصابين من الطلبة بنحو 12 وهو ما يتعارض مع الرقم الذي تردد من قبل على نطاق واسع والذي قدر بحوالي خمسين مصابا. وبينما اعتذر نيابة عن جهاز الشرطة لرئيس تحرير وكالة اسنا فاتح والذي أوسعه رجال الشرطة ضرباً يوم الخميس في موقع المظاهرة قال رئيس الشرطة إن قواته لم تستطع التمييز بين الصحفيين والمتظاهرين وسط الحشود الغفيرة. ولم يعط رئيس الشرطة رداً واضحاً عن خطط مزعومة تهدف إلى إزالة الاطباق الفضائية بالقوة لئلا يتعرض المشاهدون لعمليات التحريض والاستفزاز من خلال ما تعتبرها الحكومة الايرانية محطات تليفزيونية خاصة موالية للنظام الملكي تبث إرسالها من الولايات المتحدة.
|