* الجزيرة - الترجمة:
صرح الزعيم السياسي العراقي أحمد جلبي أن أحد العملاء المزدوجين الذين كانوا يعملون لصالح كل من المخابرات الأمريكية والحكومة العراقية في العراق قبل الحرب الأمريكية ضد العراق قام بإبلاغ الإدارة الأمريكية بمكان وجود الرئيس العراقي صدام ثم حذره من شن القوات الأمريكية لهجوم على المكان الموجود فيه فيما سمي بعملية «قطع الرأس» مما سمح لديكتاتور العراق المخلوع بالهرب من المكان قبل قصفه.
وقال جلبي لصحيفة «واشنطن تايمز» ان صدام حسين كان على علم بعملية «قطع الرأس» الأمريكية ضده قبل تنفيذها. وأضاف جلبي أنه يعتقد أن صدام حسين اتخذ عدداً من الاجراءات لتجعله يظهر في مكان ما أو بكلمات أخرى لكي يبدو مسيطرا على العملية.
وردا على سؤال عما إذا كان هذا العميل المزدوج أحبط الخطة الأمريكية للتخلص من صدام حسين خلال هجوم التاسع عشر من مارس الذي شكل بداية الحرب الأمريكية ضد العراق قال الجلبي انه كان موقفا معقدا جدا ولكن يمكن الإجابة على هذاالسؤال بصفة عامة «بنعم». ولكن الإجابة الكاملة على هذا السؤال معقدة جدا ولا يمكن الكشف عنها في الوقت الراهن.
ويواصل جلبي حديثه قائلا ان صدام حسين نجح في الهرب مرة ثانية من القصف الأمريكي الذي استهدف أحد المطاعم في مدينة بغداد في الثامن من إبريل.
ويصر جلبي على انه يلعب دورا مؤثرا في العراق حتى الآن على الرغم من التقاريرالأمريكية التي تشير إلى تهميشه في العملية السياسية بالعراق.
ويقول جلبي أنه وغيره من القادة السياسيين في العراق مازالوا يجرون مفاوضات مع سلطات الاحتلال الأمريكي بشأن المستقبل السياسي للعراق.
يقود أحمد جلبي المؤتمر الوطني العراقي المعارض. أما الجماعات الأخرى التي كانت تعارض حكم صدام حسين فكانت تضم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الشيعي المدعوم من إيران بالإضافة إلى حزبين كرديين هما الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
شكلت هذه المجموعات معا مجلس القيادة العراقي الذي لعب دورا رئيسيا غب خطة وزارة الدفاع الأمريكية لمستقبل العراق بعد الحرب.
يقول جلبي انه لم يحدث أي انتهاك للاتفاقات التي سبق التوصل إليها بين المعارضة العراقية والإدارة الأمريكية قبل الحرب بشأن مستقبل العراق وأن الحوار بين الجانبين مازال قائما. ويحظى جلبي بدعم صقور وزارة الدفاع الأمريكية.
يذكر أن القوات الأمريكية شنت العديد من الهجمات على العراق استهدفت الرئيس المخلوع صدام حسين وابنيه عدي وقصي. وكان الهجوم الأول في التاسع عشر من مارس الماضي وكان هجوما واسعا وعنيفا جدا واستهدف مكانا قالت وكالات المخابرات الأمريكية أن صدام حسين كان يبيت فيه في تلك الليلة. أما الهجوم الكبير الآخرالذي استهدف صدام حسين فوقع في الثامن من إبريل وقبل يوم واحد من دخول قوات الغزو العاصمة العراقية بغداد حيث استهدف الهجوم الذي نفذته قاذفة أمريكية طراز بي 52 حي المنصور في بغداد بعد تلقي المخابرات الأمريكية معلومات بأن صدام حسين يعقد اجتماعا في ملجأ تحت الأرض في هذا المكان.
يؤكد أحمد جلبي أنه كانت هناك جهود حثيثة من جانب الإدارة الأمريكية لتطوير علاقات مع عدد من ضباط الجيش العراقي وزعماء القبائل في العراق خلال يونيو من العام الماضي.
وقال ان المؤتمر الوطني العراقي اكتشف هذه الجهود من خلال رصد الاتصالات التي كانت الإدارة الأمريكية تجريها مع هؤلاء الأشخاص سواء في الأردن أو في العراق.وأن صدام حسين نفسه كان على علم بها.
يذكر أن أحمد جلبي الذي كان يحظى بدعم كبير من أمريكا حيث كان أول زعيم سياسي عراقي معارض يصل إلى بغداد عندما نقلته القوات الأمريكية إليها بعد سقوط العاصمة العراقية في قبضة قوات الغزو.
ومنذ ذلك الحين افتتح المؤتمر الوطني العراقي أكثر من أربعين فرعا له في مختلف أنحاء العراق حيث يدعي جلبي أنه يتمتع بدعم كبير من الشعب العراقي.
ولكن المعارضين يقولون ان الرجل لم يحظ باستقبال دافئ من الشعب العراقي عند عودته حيث يبدو أن الشعب العراقي غير متحمس لهؤلاء السياسيين الذين عادوا إلى العراق بعد أن عاشوا في الخارج عقودا طويلة وجاءوا الآن مع دبابات قوات الغزو.
ويبدو أن بول بريمر رئيس سلطة الاحتلال الأمريكي للعراق أو رئيس ما يسمى بالإدارة المدنية للعراق قرر تهميش جلبي وغيره من الزعماء السياسيين العراقيين العائدين من المنفى عندما أعلن اعتزامه تشكيل مجلس سياسي مساعد للسلطات الأمريكية ويضم حوالي ثلاثين شخصا.
كانت الإدارة الأمريكية قد بدأت العمل مع الزعماء السياسيين المحليين والعائدين من المنفى لإقامة حكومة عراقية مؤقتة وموسعة. ولكن قرار بريمر يمثل تراجعا كبيرا عن هذه الخطط. يقول السيد جلبي ان هذا القرار يقلص كثيرا المظلة الأخلاقية التي جاءت القوات الأمريكية إلى العراق على أساسها وهي مظلة «تحرير» العراق وفي نفس الوقت يعطي مزيدا من الدعم لهؤلاء الذين عارضوا الحرب الأمريكية ضد العراق باعتبارها غزوا واحتلالا سواء داخل العراق أو خارجه في العالم العربي.
ويؤكد جلبي أن العراقيين مستعدون تماما لفرض سيطرتهم على الحكومة العراقية المنهارة في المجالات غير الأمنية مثل الزراعة والتعليم وقادرون على إقامة قوة شرطة قوية وفعالة.
وحذر الزعيم العراقي بأن جنود الاحتلال الأمريكي بمنزلة «بطة عرجاء» بالنسبة للعناصر المعادية للأمريكيين في العراق وأن هذه العناصر يمكن أن تحول الانتصارالعسكري الأمريكي في العراق إلى «مشكلة كبرى».
|