* الرياض - علي الخزيم:
يبدو أن قصة التعاميم وارباكها وتتابعها وربما تناقضها مازالت باقية في بعض إدارات وزارة التربية والتعليم، غير أن المزعج ليس كثرة التعاميم بقدر ما يكون الازعاج في وصولها متأخرة ثم المطالبة بتنفيذ مضامينها بعد فوات الأوان وبعد اتخاذ اجراءات هي نظامية قبل صدور التعميم ولكن يبدو أن تعاميم الوزارة لا تقبل المراجعة حتى لو جاءت متأخرة، المثال الحاضر مختصره أن طالبة في الصف الأول الابتدائي نجحت إلى الصف الثاني في احدى مدارس مدينة الرياض ولكن فجأة كسر خاطر الطفلة وقتلت ابتسامتها اللطيفة وهي تستقبل خبر أول نجاح لها في حياتها الدراسية، لماذا؟ لأن عمرها حينما وافقت المدرسة على تسجيلها كان ينقص عن العمر النظامي للقبول يومين فقط، لذلك فقد قررت إدارة المدرسة حرمانها من النجاح والاعادة في الصف الأول لسنة أخرى، والد الطفلة «أبو عبدالعزيز» إنسان ناضج ومتفهم لكل الاجراءات الإدارية إلا أنه لم يتحمل انكسار طفلته نفسياً أمام عينيه، راجع المدرسة مع والدة الطفلة وخرجوا بإفادة حاسمة: «النظام واضح وصريح» حالة أخرى يرويها «أبو مشاري» وبالمثل حدثت لابنته بالصف الأول الابتدائي بمدرسة أهلية بمدينة الرياض قررت مديرة المدرسة اعادتها لسنة ثانية في نفس الفصل والصف أو نقلها لمدرسة حكومية، لماذا؟ أيضاً لأن المديرة وهي تسلم تقرير النجاح لوالدة الطفلة اكتشفت أن عمرها حين تسجيلها بالمدرسة ينقص عن السادسة بأيام قليلة ولذلك فهي تعتمد على منطوق تعميم الوزارة الذي وصلها قبل أسبوع فقط كما تقول هي.. قبل أسبوع من تسليم تقارير النجاح، بمعنى أن المدرسة الأهلية تقبل الطالبات وتقبض التكاليف ثم تراجع التعاميم، وقد لا تلام إدارة المدرسة حينما تكون التعاميم تصل متأخرة دائماً.. السؤال: ألا يمكن تجاوز هذه الحالات في مثل هذه الحالة والأمر يعد بسيطاً إذ ان المسألة فرق في يومين أو ثلاثة والطالبات أو الطلاب نجحوا وبتقدير طيب ومشرف، ثم من يحاسب من ابتدع التعميم وأخّر وصوله؟ ثالثاً لماذا يحدث مثل هذه الحالة مثلاً بالشرقية وهي بنفس الوضع وتنجح الطالبة وهي ابنة خالة بنت أبي عبدالعزيز.. وباختصار فإن كل أمر ممكن تدارسه ومراجعته إلا قتل فرحة الأطفال.
|