تحرص الدولة على بذل المزيد من العناية الصحية للمواطنين وتوفر لهم العلاج اللازم وتهيىء جميع الخدمات الطبية مجاناً وبلا مقابل وهذا لا يتحقق في أي بلاد أخرى في العالم إلا ما ندر جداً.
بقي على إدارات المستشفيات في المملكة ان توفق بين أوقات العمل داخل المستشفيات والأوقات التي يستطيع فيها كل مواطن ان ينال نصيبه وافراً من خدماتها كأن تقسم أوقات الدوام في المستشفيات إلى فترتين، في اليوم الأول تبدأ في الصباح من الساعة الثامنة مثلا وخلال هذه لن يستطيع الموظف ورجل الأعمال ان يحضر للمستشفيات لأن هذا الوقت يوافق الدوام الرسمي في الدوائر الحكومية والمكاتب التجارية، أما الفترة الأخرى فتبدأ من الرابعة بعد الظهر وفي ذلك فرصة لمن لم يستطع الوجود خلال فترة الصباح وبهذا تتحقق فائدتان:
الأولى ألا يحرم من الخدمات الصحية المجانية أصحاب الأعمال الذين لا يستطيعون التسلل من أعمالهم سواء من فئة الموظفين أو أصحاب الأعمال الحرة.
والثانية ان يزول الاحراج عن رؤساء الدوائر الحكومية أو الأهلية بسبب التماسات الموظفين والمستخدمين أما لأسباب صحية جدية أو لتهرب من أداء الأعمال في أوقاتها، كل ذلك بحجة مراجعة المستشفيات، لئلا يضطر هذا المستأذن لمراجعة العيادات الطبية الخاصة بنفقات مادية تعضله ومن هنا يستطيع استدرار عطف رئيس الدائرة في الحصول على ترك العمل رأفة ورحمة.
ان تقسيم دوام المستشفيات إلى فترتين في اليوم يحقق فائدة أخرى، يحد بالتالي من انصراف الأطباء في معظم الوقت للعيادات الخاصة، دون التعرض لهم بالمنع دون مقابل أو منحهم مكافآت مالية كتعويض عن عدم التفرغ بحيث يكون هناك توفيق معقول بين مصالح الجمهور عموما ومصالح الأطباء على الخصوص حتى لا تنقطع صلتهم بعياداتهم الخاصة، ولكن دون الانصراف لها في معظم الوقت من بقية النهار مع أول الليل.
أقول هذا وأنا على يقين ان إدارات المستشفيات لن تتجاوب لهذا النداء غير ان معالي وزير الصحة النشط قادر على تحقيق ذلك المطلب لأن زياراته المتكررة للمستشفيات وعياداتها الخارجية وإبداء ملاحظاته الدقيقة على الأسلوب المتبع، ونقده المباشر للعاملين في المستشفيات دلالة على رغبته في التجديد والتطوير وابتكاره الحلول المناسبة لبذل الخدمات الطبية للمواطنين على أوسع نطاق وبأيسر أسلوب، فهل لنا ان ننتظر من معاليه لفتة كريمة يقترن بها تنظيم جذري لدوام المستشفيات، يتوفر معه بذل أفضل الخدمات مع الحد من استيعاب معظم الوقت في العيادات الخاصة؟!
|