* تحقيق: وهيب الوهيبي
مدارس الجاليات الخيرية بمكة المكرمة تقارب 53 مدرسة مسجلة لدى إدارة التعليم بالمنطقة غير أن هيئة خيرية تشرف عليها مؤسسة الحرمين الخيرية تتولى الإشراف على 25 مدرسة من هذه المدارس وتسعى جاهدة لاحلالها بمقار مملوكة دائمة ومناسبة لأغراضها كمدارس بدلاً من المباني المستأجرة المتواضعة التي لا تفي بالغرض ولا تخدم اهداف العملية التعليمية، فيما يلي نبذة عن المدارس وفكرة نشأتها وأوضاعها بمبانيها وهيئاتها التعليمية ومدى حاجتها للدعم والمبادرة.
نشأة المدارس
بدأت فكرة هذه المدارس قبل ما يزيد عن عشرين عاماً بصورة غير رسمية ومتواضعة إلى حد كبير، وطفقت الحاجة إليها تتنامى وتتزايد فيما انقضت عشر سنوات الأولى من عمر أول مدرسة حتى بلغت المدارس أعداداً تحصى بالعشرات.
وتنقسم هذه التوعية من المدارس إلى قسمين اثنين مدارس «برماوية» وهي الأولى ومدارس «إفريقية»، القاسم المشترك بينها كونها نشأت بجهود ذاتية من أبناء الجاليات نفسها، وضعف الإمكانات.
ويبلغ عدد المدارس التي تشرف عليها الهيئة بنين وبنات «25» مدرسة يقدر عدد الدارسين بها ب «8000» طالب وطالبة فيما يذكر أن عدد المدارس المسجلة لدى إدارة التعليم.. غير التي تشرف عليها الهيئة «53» مدرسة، يشير المهتمون إلى أنها تمثل قرابة «50% فقط» من مجمل مدارس الجاليات بمكة المكرمة !!
ووجدنا في المدارس التي تشرف عليها والتي كانت هدف رحلتنا نموذجا قل أن يوجد له نظير في اختلاط الجنسيات ببعضها، فوجدنا- مثلا في مدرسة «عتبة بن غزوان بالخنساء» أكثر تعدد للجنسيات حيث يوجد بها «14» جنسية، ويعود ذلك إلى الطبيعة الجغرافية وتعدد الجنسيات في بعض أحياء العاصمة المقدسة، وبهذا تجدر الاشارة إلى أن المدارس وان كانت تصنف على أنها «برماوية» و«إفريقية» باعتبار الأغلبية والتأسيس إلا أنها مفتوحة للجميع.
وفي هذا الصدد وجدنا مدرسة «بن عبدالبر لتحفيظ القرآن الكريم» في وادي الجليل أحد أفقر الأحياء في مكة المكرمة يدرس بها ثلاثة سعوديين، ولما بحثنا عن سبب ذلك أشار مدرسهم إلى أن المدارس الحكومية بعيدة عن الحي، والمقررات التي يدرسونها في هذه المدرسة هي نفسها التي سيدرسونها هناك!
وأغلب المدارس النسائية في أصلها دور لتحفيظ القرآن الكريم في الفترة المسائية تم تطويرها إلى مدارس نظامية في الصباح، مع استمرار حلقاتها في المساء!
وتبين من الجولة الميدانية ان بعض المدارس «كمدرسة حراء» قد فتحت صفا.. إلى ثلاثة صفوف من المرحلة المتوسطة لاحتواء خريجي المرحلة الابتدائية من طلابها الذين لم يجدوا كراسي تعليمية في المدارس الحكومية، وتعتمد هذه النوعية من المدارس مقررات «معهد الحرم المكي» منهجا لطلابها.
مراحل نشأة المدارس
بدأت نشأة هذه المدارس عندما وجد عدد من الجاليات التي تؤم مكة نفسها تتخلف عن موكب التعليم بسبب أوضاع أبنائها النظامية أو قلة الفرص في المدارس الحكومية.
وإلى مكة شرفها الله كما سيوضح فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن العجلان مهوى الأفئدة، يأتي الناس من كل فج عميق، فمنهم من لم يبرح مكانه، فلم يعد إلى بلاده، ليقيم بجوار بيت الله الحرام، كي ينعم بما حبى الله به هذه البلاد من أمن ورخاء، ورغد عيش.
ذلك ما جعل بعض المتعلمين من أبناء الجاليات يتنبهون للمصير المجهول الذي يترصد أبناءهم المشردين في الشوارع بلا تعليم ولا تربية إسلامية، فبدؤوا في إنشاء هذه المدارس، واستفاد بعضهم من بعض حتى استطاعوا بفضل الله ثم بفضل حكومة هذه البلاد أيدها الله ودعم المحسنين وذوي اليسار من هذه البلاد أن يبلغوا هذه المرحلة التي انتهت بالاعتراف بمدارسهم وشهاداتها حتى أصبحت شبه حكومية.
أوضاع المدارس
تلكم هي مدارس الجاليات الخيرية بمكة المكرمة، وها هي اليوم بعد مضي أكثر من عشرين سنة على بعضها وعشر سنين على أقلها عمرا تصارع من أجل البقاء، وتهددها قلة الدعم المادي نتيجة تردي المستوى المعيشي لمؤسسي المدارس من أبناء الجاليات، فضلا عن عدم شيوع دورها خارج المنطقة الغربية لتلقى المبادرة من المحسنين لمساعدتها، الذين بحق لو لا وقفتهم مع هذه المدارس لم تستمر كل المدة الماضية.
وفي مدرسة ابن عبدالبر الخيرية» في شارع منصور فاجانا المدير وبعض الإداريين في مكاتبهم وهي تبدو بأثاثها البالي خالية من العمران، وكراسيها البلاستيكية وفرشها الاسمنتي فوجئنا بهذا المشهد، إلى ان أذن لنا«وكيل المدرسة» بالتجول بين أروقة فصول المدرسة دخلنا الصف الثاني الابتدائي، فإذا به من الشر ما يزيد عن «30» جلوساً على أرض غير مبلطة لم يكن يحول بينهم وبينها سوى ما قد نسميه مجازا «موكيت» قد تهالك وذللته الاقدام من طول ما لبث!!
ولما جاوزنا إلى الصف الأول/ ب ووجدنا ما آل إليه حال «الطلاب» من الفقر والعوز والقعود على الأرض، والثياب الممزقة والحقائب القماشية التي صنعتها الأمهات، وغير ذلك مما يصعب وصفه ويذوب القلب منه رأفة وأسى، عندها من غير تفكير تذكرت قول الله تعالى{$ّمّا نٍرٌيهٌم مٌَنً آيّةُ إلاَّ هٌيّ أّكًبّرٍ مٌنً أٍخًتٌهّا}، ملتفتا إلى مرافقنا الموجه محمد عمر فلاته ليضيف إليّ معلومة أخرى هي: أن هذه المدرسة تصنف أحد أفخم مدارس الجاليات بمكة المكرمة من حيث المبنى والتجهيزات، فإذا كان هذا حال إحدى المدارس الفخمة ماذا عسى أن يكون حال المدارس البدائية؟
وبالفعل رأيت ما سلف لي الاعتراف بالعجز عن تصوير ما يمثله من تشويه كبير للتكافل الاجتماعي بين أبناء المسلمين.
وإذا ما انتقلنا إلى المدرسين سنجد وضعهم لا يعدو أن يكون صورة من تلاميذهم، ولا غرو فليس من المعقول أن يغتني الوالد وابنه طاويا، أو يلبس فأرها وابنه عاريا.. كما لا ريب أن المعلم والد أو يزيد لما يختص به من تربية النفوس وتزكيتها، ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد توضيح مبدأ الأخوة في الإسلام الذي سطر المدرسون السعوديون في هذه المدارس أروع أمثلته فقد علمنا أن أحدا منهم تكفل براتب مدرسي المدرسة التي يدرس بها شهرا كاملا.. لما تأخرت رواتبهم المتواضعة شهرا.. وتصاعدت أزمة العوز لديهم.
مدرس آخر تكفل بكساء الطلاب شديدي الفقر من المدرسة التي يدرس فيها.
وثالث: كفل مجموعة من يتامى المدرسة التي يدرس فيها.
كما التزم أحدهم بفسحة قرابة عشرين طالبا يوميا من أشد طلاب مدرسته عوزا وفقرا!!
وكل ذلك يتم بسرية تامة.. حتى ان الطالب لا يدري من هو المتفضل عليه! وهذا فقط ما وصل إلينا.. وبالتأكيد ما خفي أعظم.. فجزى الله المحسنين خيرا.
وفي هذا الصدد ثمن جميع المديرين لإدارة التعليم بمكة المكرمة تفضلها على كل مدرسة من مدارس الجاليات الخيرية.. خاصة تلك التي تشرف عليها الهيئة بعدد من المدرسين.. تصل أعدادهم أحيانا«عشرة» في مدرسة واحدة.. الى جانب القيام بمهمة التدريس يقومون بالرعاية الإنسانية والاجتماعية- حسب استطاعتهم- لبعض طلاب تلك المدارس.
المدرسون والمكافأة
في كل مدرسة نلتقي ثلاثة من مدرسيها فوجدنا رجالا ضحوا بوقتهم وأعمالهم من أجل إيصال رسالتهم إلى ابناء المسلمين ممن تصلهم بهم أواصر قربى، ومن لا يصلهم بهم سوى أخوة الدين.
وجدنا معلمين سعوديين ومن أغلب الجنسيات العربية والإفريقية يتقربون بتدريس طلاب مدارس الجاليات بمكة، غير السعوديين منهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: مديرون.. رواتبهم «1100» ريال ووكلاء رواتبهم «800» ريال، أما الفئة الأخيرة المعلمون فرواتبهم «600» ريال لا غير.
ويكفي حجم رواتب هؤلاء للتعبير عن الفاقة والعوز الذي يعانون منه.. حيث لا يكفي المبلغ المذكور لنصف ضروريات الحياة لمن يعول أسرة ويشير مدير مدرسة عتبة بن غزوان في هذا الصدد إلى أن ذوي الظروف الصعبة من المدرسين قد يضطر إلى ترك التدريس في المدارس لما تلزمه به من التفرغ الكامل لها في حين لا تكفي المكافأة التي تقدمها لتأمين ضروريات الحياة لأسرته، مضيفا: أن ذلك الاحتمال يزيد عندما تحل المواسم في مكة المكرمة حيث يزداد الإغراء بحكم فرص العمل التي تتاح لكثير من سكان العاصمة المقدسة، يقال ذلك في الوقت الذي تعاني فيه أكثر المدارس من نقص حاد في عدد المدرسين.
وأجمع مديرو ووكلاء المدارس الست التي شملتها الجولة على أن الحل الوحيد للخروج من المأزق هو زيادة هيئة الإشراف على هذه المدارس من رواتب المدرسين، فيما اعتبرت الهيئة هذا الحل بدهيا وأنها تدرك الحاجة الملحة إلى ذلك، ولا يمنعها من رفع رواتب المدرسين سوى شح الدعم المادي الذي تتلقاه.
المباني المتهالكة
تقام أغلب المدارس في مبان بدائية تفتقر إلى أبسط الراحة للطلاب والمدرسين بها.. وحتى بعض المدارس التي تقام على مبان جيدة تفتقر إلى كل التجهيزات المدرسية من الأثاث والوسائل التعليمية.. ويستثنى من ذلك مدرسة «حراء» التي اعتبرها المثالية في إمكاناتها وتنظيمها ومدرسيها وطلابها ومبناها العملاق.. فهي بحق درة مدارس الجاليات الخيرية بمكة المكرمة، ويستحق القائمون عليها والمحسنون الداعمون لها من الجميع الشكر والثناء، والتشجيع المادي والمعنوي.
أما من جانب المدرسين والمديرين فإن ما يقلقهم ليس هو افتقار المدارس إلى ما ذكرنا.. فهاجسهم هو كيف يؤمنون إيجار تلك المباني المتهالك أكثرها.. حيث إن اللجنة إلى هذا الوقت لا تلتزم بدفع إيجارات المباني، وإنما يقتصر دورها فقط على الإشراف ودفع مكافآت زهيدة للمدرسين والمديرين كما أشرنا، ومع ذلك فإن المحسنين من هذه البلاد لا يتأخرون في دعم مثل هذه الصروح، غير أننا سمعنا من المدرسين أن «هيئة الإشراف على المدارس» حذرتهم من طلب الدعم من أي محسن أو أي مؤسسة خيرية إذ كانوا هم من يتولى ذلك..!!
وهنا رجعنا بهذا التساؤل المزعج والمثير للقلق لدى المدرسين والمديرين على حد سواء في المدارس بلا استثناء.. إلى هيئة الإشراف على المدارس فأفاد نائب أمينها العام فضيلة الشيخ: عبدالعزيز العجلان بأن الهيئة لا تنوي سداد الإيجارات عن المدارس مهما بلغت الحاجة إلى ذلك، وذلك لكون الهيئة تسعى جادة في تأمين مقار دائمة لهذه المدارس وضم القريبة منها جغرافياً إلى بعض وعلل ذلك ايجار بعض تلك المباني لخمس سنوات يكفي لإشادة بناية مدرسية تكفي لأعداد كبيرة من الطلاب.
ولما سألناه عن الدور الذي ستقوم به الهيئة فيما لو تم طرد إحدى المدارس من المبنى استبعد حدوث ذلك وقال: أكثر هذه المدارس يتجاوز عمرها عشرة أعوام ولم تطرد من مبناها!
هيئة الإشراف
فيما مضى اتضح الوضع العام للمدارس البرماوية والأفارقة بمكة المكرمة قبل إنشاء «هيئة الإشراف على مدارس الجاليات الخيرية» حيث كانت المدارس لا تتلقى دعما معلوما من أي جهة، وإنما يسعى مؤسس كل مدرسة بجهده الذاتي في تغطية مصروفات المدرسة من إيجار المباني ومكافأة المدرسين وسوى ذلك، ويشرف عليها من الناحية الرسمية آن ذاك مكتب الدعوة وتوعية الجاليات برئاسة الرجل الفاضل فضيلة الشيخ: صالح بن يوسف الزهراني مدير دار الحديث المكية.
استمرت المدارس على ذلك النحو حتى نشأت الهيئة في مطلع العام «1423هـ» على يد نخبة من الجنود المجهولين والعلماء الأفاضل وعلى رأسهم فضيلة الشيخين: عبدالعزيز بن عبدالرحمن العجلان مدير المعهد العلمي بمكة المكرمة، والشيخ د: عبدالرحمن السديس «غير إمام الحرم» أستاذ القراءات بجامعة أم القرى.وقد تم تأسيس الهيئة بعد موافقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة علي الهيكل التنظيمي لها، حيث جاءت برئاسة معالي الشيخ: صالح بن عبدالرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والأستاذ: عبدالله بن داود الفايز وكيل امارة منطقة مكة المكرمة نائبا للرئيس، كما تقرر تكليف فضيلة الشيخ: عبدالرحمن السديس أستاذ القراءات بجامعة أم القرى أمينا عاما للهيئة، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن العجلان مدير المعهد العلمي بمكة المكرمة نائبا للأمين العام.بالإضافة إلى اختيار «16» شخصية أخرى من أعيان الدعاة ورجال الأعمال أعضاء للهيئة منهم: فضيلة الشيخ الدكتور: سعود بن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام، والشيخ: عبدالباري الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي، والشيخ عقيل بن عبدالعزيز العقيل مدير عام مؤسسة الحرمين الخيرية، ورجل الأعمال المعروف الأستاذ: عبدالرحمن بن عبدالقادر فقيه وغيرهم.
أبرز الجهات الداعمة:
تعتبر مؤسسة الحرمين الخيرية أحد أبرز الجهات الداعمة لمشروع «مدارس الجاليات الخيرية بمكة المكرمة» قبل قيام هيئة الإشراف عليها، وبعد ذلك، حيث كانت تدعم بعض تلك المدارس من وقت آخر بمبالغ مقطوعة.وكان للحرمين الخيرية دور بارز في قيام الهيئة، وذلك عندما قام مديرها العام فضيلة الشيخ عقيل بن عبدالعزيز العقيل ونائبه الشيخ منصور القاضي بتخصيص زيارة بغرض الوقوف على «المدارس» وتفقد أحوالها، والخروج برؤية واضحة للدور الذي يمكن مؤسسة الحرمين الخيرية أن تساهم به في دعم «مدارس الجاليات» وتطويرها.وبعد أن أنهيا زيارة عدد من المدارس قاما بطرح فكرة إنشاء «الهيئة» على المسؤولين في امارة منطقة مكة المكرمة، التي لقيت من جانبهم الترحيب والمباركة، عندئذ قام فضيلة الشيخ منصور القاضي بكتابة النظام الأساسي المقترح لتشغيل المدارس، ورفع دراسة حول تحسين أجور المدرسين، وشارك المدير ونائبه في اقتراح أعضاء الهيئة.ولما تم تأسيس الهيئة واجتمعت اجتماعها وحددت مقرا جديدا لها قامت المؤسسة بتأثيثه ب «40» ألف ريال، كما تكفل الشيخ منصور بوضع النظام المالي والإداري للهيئة، وقد شرع في ذلك ولما ينته.
مشروع الطفل المسكين
وفي ظل نظرة الجميع إلى المؤسسة- كما يشير المدير التنفيذي للجنة التنفيذية التابعة لهيئة الإشراف الأستاذ «إسحاق الهوساوي»- كأنها راعية المشروع نظرا لما لها من انتشار واسع في العالم وما اتسمت به من سمعة طيبة وقبول كبير في الداخل والخارج، ولما لها من خبرة إدارية ومالية تكفلت المؤسسة بدعم «هيئة الإشراف على مدارس الجاليات الخيرية» بمبالغ سنوية، تعزيزا لدورها في تطوير مدارس الجاليات ودعمها على الاستمرار في أداء رسالتها، وعلى خلفية ذلك طرحت المؤسسة مشروع «الطفل المسكين» يتم تسويقه على المحسنين ودعوتهم إلى التبرع بكفالة تعليمية سنوية قدرها «1500» ريال لكل طالب، وذلك لعدد إجماله «7000» طالب.. الذين يمثلون جزءا من طلاب مدارس الجاليات، كخطوة تمهيدية لأن يشمل أكبر عدد ممكن من المدارس المذكورة.
إلى جانب ذلك ساهمت المؤسسة أيضا بكفالة «200» يتيم من الطلاب الدارسين في تلك المدارس.. ووعدت باستيعاب كفالة كل يتامى المدارس مستقبلا، ما يعد إضافة أخرى مهمة في دعم المؤسسة لمسيرة الدعوة والتعليم في مدارس الجاليات الخيرية بمكة المكرمة.
وحول الدور الذي تقوم مؤسسة الحرمين الخيرية حيال هذه المدارس يقول الشيخ عقيل بن عبدالعزيز العقيل مدير عام المؤسسة:
مؤسسة الحرمين الخيرية كانت ولا تزال قريبة من مدارس الجاليات الخيرية بدعمها المادي والمعنوي، وهذا الدعم في ازدياد.. وقد طرحنا قسائم لكفالة تربوية.. نأمل أن تستوعب مستقبلا شريحة كبيرة من الطلاب الدارسين في تلك المدارس.
مضيفا: وهنا أذكر المحسنين أن الإنفاق على هؤلاء خير وأعظم أجرا لكونهم في مكة حيث تضاعف الحسنات.. والكثير منهم يحفظ كتاب الله عز وجل.. وما يتعلمونه يكون في ميزان حسنات من هيأ لهم وسائل التعلم وأعانهم على تحصيل العلم النافع.ثم إن هؤلاء الطلبة ينحدرون من شعوب ودول مختلفة تزيد عن «20» دولة وأقلية، وبالتالي فإنهم يوما سيعودون إلى بلادهم بعد أن يتفقهوا في الدين.. فيصيروا بذلك حملة لرسالة بلادنا ينذرون بها قومهم إذا رجعوا إليهم.
|