خلال الثلاثينات والأربعينيات كان مرض السفلس من أكثر الأمراض التناسلية انتشاراً إذ كثرت الإصابات وأدت إلى عواقب وخيمة وخطيرة كالعمى وأمراض القلب والجهاز العصبي، وإلى الموت أحياناً. إلى أن جاء الدواء الأعجوبة: البنسلين، ليشفي المصابين بهذا المرض بعد الله فتدنت نسبتهم تدنياً كبيراً خلال السبعينيات.
ولكن مما يؤسف له أن هذا المرض أخذ بالعودة إلى الواجهة مرة أخرى ليشترك مع مرض الإيدز AIDS وتعاطي المخدرات في تكوين أهم الآفات الصحية التي يواجهها الإنسان المعاصر.
* ما هو سبب السفلس وكيف ينتقل؟
ينتج السفلس عن نوع معين من البكتيريا تسمى Spirochetes. هذه الميكروبات ذات الشكل الحلزوني تدخل الجسم عن طريق الاتصال الجنسي أو الممارسة الجنسية مع شخص مصاب أو عن طريق نقل الدم. ومن المعروف عن هذه البكترويا أنها ضعيفة وركيكة لا تتحمل الهواء والضوء والماء والصابون فلا تقوى على العيش خارج الجسم. لذلك فإن السفلس لا ينتقل بالملامسة العابرة ولا عن طريق المناشف واستعمال الحمامات العامة وما إلى ذلك.
ويكثر داء السفلس في المدن، خاصة المكتظة منها، وربما يعود ذلك إلى عوامل مجتمعة، كالفقر والبطالة والجريمة، التي تشجع على انتشار الأمراض التناسلية بشكل عام.
* ما هي أعراض الإصابة بالسفلس؟
المرحلة الأولى
بعد 10 - 90 يوماً من الإصابة يظهر قرح chancre صغير متصلب وغير مؤلم في المكان الذي دخلت منه الجرثومة، وقد يكون ذلك على عضو الذكر أو الأنثى أو فتحة الشرج أو اللسان. ويدوم هذا القرح على الجلد حوالي خمسة أسابيع، وإذا لم تتم المعالجة في هذه المرحلة دخل المرض مرحلته الثانية.
المرحلة الثانية
تبدأ بعد حوالي ستة أشهر، وتظهر على شكل ارتفاع في درجة الحرارة، وطفح جلدي (بثور وتقشر) على الجسم وبخاصة بطن اليدين وأخمص القدمين، والتهاب في الحلق، وأورام في الغدد اللمفاوية، وقد يتساقط الشعر بغزارة. وتستمر هذه الحالة من 2 - 6 أسابيع وتختفي أعراضها عندئذ حتى دونما علاج ولكن البكتيريا تبقى في الدم.
المرحلة الثالثة
بعد سنوات تظهر العواقب المزمنة للمرض كالعمى، والأمراض العصبية والنفسية وأمراض القلب، وغيرها من المشاكل الصحية.
لهذا فإن اكتشاف السفلس وعلاجه خلال مراحله الأولى أمر بالغ الأهمية.
يشخص الطبيب المرض مسترشداً بالأعراض التي يسببها وببعض فحوصات الدم أو بفحص إفرازات القرح في المرحلة الأولى للمرض.
علاج السفلس
علاج السفلس الأمثل هو عقار البنسلين، فهو يشفي هذا المرض تماما. وكون فعالية العلاج أكبر إذا أعطي في وقت مبكر، وتجدر إعادة فحص المريض سريرياً وإعادة فحوصات الدم بعد 3 أو 6 أشهر من العلاج. أما الأشخاص الذين يعانون الحساسية للبنسلين فيكون علاجهم بالتتراسكلين أو الأريثرومايسين.
تذكر دائماً أن (الوقاية خير من العلاج).
|