* كتب - سلطان المهوس:
من البديهي ان يجتهد الحكم ويثابر طوال الموسم الرياضي في محاولة لتطوير قدراته والسير بخطى ثابتة إلى الأمام ومن ذلك قيادة المباريات الهامة والتنافسية وكذلك المباريات النهائية ومنذ انطلاق المنافسات الكروية للدوري السعودي أصبح السباق محموماً بين الحكام للفوز بقيادة المباراة النهائية لإحدى المسابقات الثلاث المحلية كونها تحتل مساحة كبيرة من الاهتمام على الصعيدين الرسمي والجماهيري إلا ان شدة حرارة المنافسات الرياضية بين الأندية وخصوصاً في النهائيات والانفتاح الإعلامي المكثف للأندية ذات الجماهيرية الكثيفة أصبح موطن حذر وخوف من قبل الحكام الذين يسعون لقيادة المباريات النهائية حيث ان قرار إيقاف ظافر ابوزندة ثم معجب الدوسري من التحكيم لعدة أشهر جعل الخوف يتسرب إلى قلوب الحكام الذين لا يأملون بنهاية سلبية كسابقيهم، بل ان النهائيات أصبحت بعبعاً مخيفاً للحكام ويمكن ان يعتذر في المستقبل القريب أكثر من حكم عن قيادة النهائي وإذا ما أردنا أن ينجح حكامنا في النهائيات فعلينا أولاً أن ندرس أسباب ارتباكهم وترددهم وعدم قدرتهم على مسايرة «رتم» المباراة والسير بها إلى بر الأمان وهذا يتطلب أولاً الاختيار الأمثل لحكام النهائيات ممن تنطبق عليهم شروط الثقة بالنفس والخبرة والشجاعة وقوة الشخصية ولذلك لا يمكن لأي حكم بارز في مباريات عادية ان يكافأ بمباراة نهائية لأنها ستكون النهاية المبكرة له..!!
الأمر الثاني هو ان يتم تكوين الطواقم التحكيمية (الحكم ومساعدوه والحكم الرابع) وفق لغة التجانس والتفاهم وليس لغة العاطفة والميول الشخصية، فحكم الساحة يحتاج إلى من يفهمه ويدرك تحركاته ومباراة الأهلي والاتحاد الأخيرة خير دليل على ضياع لغة التجانس والتفاهم بين الطاقم التحكيمي عدا لقطة واحدة (حادثة الطرد)..!!
الأمر الثالث أن يكون الاختيار مبنياً على التفوق الفني للحكم لياقياً وبدنياً إضافة إلى عدم تكرار ظهوره على مسرح النهائيات لاعطاء الفرصة للزملاء الآخرين..
ولأن الكوادر الخبيرة في التحكيم السعودي غير واضحة المعالم وأدوارها غير ملموسة نظراً لعدم احترافها للمجال التحكيمي فإن إقامة لجنة خبراء التحكيم في الدوري السعودي أصبحت ضرورة قصوى كي يتابع الحكم مستواه وفق رؤية خبيرة وليست رؤية شخصية بحتة تجعله يفشل في المحك الصعب..!!.
| 
