رحل الربيع وماتت الأطياب
والروض أقفر والسماء سراب
وخبت قناديل المساء حرينةً
لغياب شمسك جفت الأعناب
أمحمد ما للرياض قد اكتوت
لفراق طيفك دمعها منساب
مالي أرى الأزهار جف رحيقها
وعلى الضفاف اصفرت الأعشاب
هذي أواني العطر مات أريجها
منذ ارتحلت تلاشت الأطياب
غدراً قتلت على يدٍ مهووسةٍ
ما ذنب أبٍ قد براه مصاب
قتلوا البراعم وهي بعد ندية
شلت يمين القاتلين عقاب
آل البليهد كلنا في محنةٍ
شجن يعيث بمهجتي وعذاب
آل البليهد في القلوب مصابكم
جرحٌ يسيل ولوعة ومصاب
يا قلب امك يستجير من الأسى
لم يشفه طب ولا عطاب
وأبوك محزون لفقد عزيزه
والقلب فيه حرائق وعتاب
ما ذنب زوجٍ ودعت محبوبها
لم تكتحل من حسنه الأهداب
لينٌ على درب الفراق صغيرة
وليان مثل فراشةٍ ترتاب
ورفيق عمرك صالح أحببته
حتى المنية جاءها أحباب
أمحمد أنت الحبيب ولم تزل
في قلب أمك وردةٌ وكتاب
ها هم رفاقك أطفؤوا أنوارهم
جمعٌ بغيرك باهت كذاب
الموت حق ما لنا من مهربٍ
أوصى بهذا سنة وكتاب
صبراً على مرّ الفراق وناره
هل يا ترى بعد الرحيل اياب؟