تنطلق عمليتان في ذات الوقت من أجل التهدئة وصولاً إلى الدخول في خطوات السلام في إطار خارطة الطريق.
فهناك الاجتماعات الأمنية الفلسطينية/الإسرائيلية التي يقول الفلسطينيون إنها تحرز نجاحاً قد يكون التجسيد العملي له انسحاباً إسرائيلياً من شمالي قطاع غزة والافراج عن بعض الأسرى فضلاً عن إعادة فتح المطار الفلسطيني في غزة.
وفي المقابل فإنه مطلوب من الفلسطينيين حفظ الأمن في ذلك الجانب الذي سينسحب منه الإسرائيليون في غزة بكل ما يعنيه ذلك من احباط الهجمات التي تستهدف إسرائيل.
وتقود هذه النقطة مباشرة إلى الحوار الفلسطيني/ الفلسطيني، إذ إن منع الهجمات الفلسطينية على إسرائيل لا يمكن تجسيده على ارض الواقع إلا من خلال اتفاق فلسطيني/ فلسطيني وتوافق تام بين السلطة والمنظمات النشطة في هذا المجال.
كما أن الأمر يرتبط بمدى استعداد الجانب الإسرائيلي ذاته للوفاء بالالتزامات المترتبة عليه حيث إنه مطالب وفقاً لخارطة الطريق بعمل كل ما يلزم لإزالة المصاعب التي يتعرض لها الفلسطينيون من إغلاق وحصار وتقييد للحركة، كما أن إسرائيل عليها، إن أرادت ضمان أمنها ألا تبادر هي إلى قتل أبناء الشعب الفلسطيني وقياداته.
أما إذا استمرت إسرائيل في اعتداءاتها وإجراءاتها القمعية وقتل الفلسطينيين وفي ذات الوقت تطلعت إلى أن تقوم السلطة بمنع الناشطين من الهجوم عليها فهي إنما تحاول بذلك القفز على حقائق الأشياء من خلال الحصول على كل شيء وعدم إعطاء أي شيء.
ويهمُّ الفلسطينيين الوصول إلى ترتيبات أمنية مع الإسرائيليين، لكن بالطريقة العادلة التي لا تخلُّ بنسيج البناء السياسي الفلسطيني لأن مطالب إسرائيل تؤدي في حال الاستجابة لها وبدون التزام منها إلى مواجهة فلسطينية/ فلسطينية.
وهكذا فإن الصيغة المثلى للسلام تتضمن أيضاً حواراً خلاقاً في ذات البيت الفلسطيني ينأى بالفلسطينيين عن الصراع الداخلي ويهيئ الساحة الفلسطينية لمستحقات السلام إذا كانت إسرائيل مستعدة له ولمتطلبات المواجهة إذا تمسكت إسرائيل بنهجها العدواني.
|