أعلنت وزارة التربية والتعليم عندنا، منذ نحو شهرين، مشروعها الجديد- المتأخِّر- عقوداً، أن القراءة للجميع.! وربَّ سائل يقول، وأنا أحد السائلين: ما معطيات «القراءة للجميع»؟، بمعنى ما هي سبلها، وكيف ستكون، بالقياس إلى نحو خمسة ملايين طالب وطالبة، ولا أستثني طلبة الجامعات من الجنسين، لأنهم التحقوا بالجامعات، وهم على حالهم من ضعف المستوى وقلَّة الزَّاد.!
* وأمضي مع عنوان هذا الموضوع: القراءة للجميع- كيف!؟ إذ لا يكفي أن تعلن الوزارة تلك الرغبة، بلا تخطيط ثم تنفيذ لها، يحقق الجدوى، والنتائج المرجوَّة! وحتى لو قيل إن هناك خطة وبرنامجاً، فعندي إنه لا يكفي.!
* هل مشروع القراءة للجميع، وأنا أركِّز وأتحدَّث عن المراحل التعليمية في التعليم العام، هل مادة القراءة هذه، ستكون مقررة رسميا ضمن المنهج الدراسي، وتصبح حصصا جادة، ينال عليها الطالب والطالبة درجات فعالة، وليس شيئا صوريا لا يحقق شيئا.! وما أكثر ما تحدثت عن علاقة طلابنا وطالباتنا بلغتهم العربية، تلك العلاقة- الصامتة-، وهي حتماً لا تكفي، ولا تحقق جدوى!
* إن ضعفنا في لغتنا وعلاقتنا بها، شيء لا يسرُّ أحداً، لأنه يصل إلى حد الإفلاس.. وإذا كنا نغار على لغتنا الغالية، فلا بدَّ أن تكون الخطة التي تقرر للعناية بها، سواء من خلال القراءة أو الكتابة، خطة طموحة فاعلية، تؤدي إلى نتائج جيدة ومتميزة، ولا يكون ذلك كذلك، إلا من خلال الجد وحده.!
* وأتساءل: هل- القراءة للجميع، سيكون حصصا أسبوعية أو أكثر؟ وهل ستكون عليها درجات؟.. وهل فيها رسوب؟.. أسئلة كثيرة لا تخفى على المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، فرجالات التعليم، أو قل شرائح منهم، يدركون الخلل والقصور والضعف، ولعل أكثرهم ليس صاحب قرار ولا رأي، لذلك فهم يؤثرون الصمت، لأنه أسلم، على الأقل في نظرهم.!
* أريد من وزارتنا الموقرة، حين تقرر مشروعا يدعم المسيرة التعليمية، ألا يكون ارتجالا، وأن تحمي مشروعاتها وقراراتها، وأن يكون في حسبانها مسألة الإخفاق، قبل أمر النجح.. والوزارة ونحن لا نريد الفشل ولا نسعى إليه، غير أننا إذا اتقنّا العمل، سيكون لنا بإذن الله من أمرنا يسر.!.. نرجو الله أن يهدينا سواء السبيل، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشداً.!
|