لا تثريب اليوم على بني البشر من كلِّ أصقاع الدنيا أن يعلِّقوا كلَّ خيباتهم ومصائبهم وفشل بلدانهم على شماعتنا..
وبالتحديد الشماعة «الوهابية والبترودولارية»
فقد استطالت هذه الشماعة مؤخراً واعرورضت وأصبحت قابلة لأن تكون مسئولة عن كل مصائب الدنيا!
فنحن الذين صدَّرنا الإرهاب إلى أرجاء الوطن العربي.
ونحن الذين صدَّرنا ثقافتنا الوهابية إليهم عبر العاملين لدينا الذين جاءوا يحملون الإرهاب والدولار!
وحتى البطالة نحن المسئولون عن تفشيها ونحن الذين غسلنا «مخ» كلِّ امرأة عربية باتت تقدِّر الحياة الزوجية والحياة الأسرية وترى أن ذلك فيه كمال ذاتها.. وقد أعدناهن بذلك إلى عصر الحريم وجعلناهن يمقتن العمل المختلط ويفضلن عليه المنزل وتربية الأبناء.
** نحن الذين جعلنا رجال العرب بعد نكسة 67 يعودون مثقلين بالهزيمة يرمون بأسبابها على المرأة التي نزعت حجابها وروَّجت للسفور.
وهؤلاء في نظر المتحدثة «إقبال بركة» لم يقدروا على الحمار وقدروا على البردعة!
** والحقيقة أنني أعتذر عن إيراد ما قالته الصحافية المصرية لكن الإعلام «يا ما يجمع»
ومن واقع خبرة فإن الدهشة لا بد أن تغادرنا...
فالمحيط الإعلامي العربي يمارس اليوم جلداً للذات وسادية في تحميل الأمور أكثر مما تحتمل..
ووجدوا في الوهابيين الذين بالتأكيد ليسوا إلا أنا وأنت وجارك وجاري وعمّك وخالي..
نحن المنفذون لشرع الله الملتزمون بما ورد نمثِّل «الوهابية».
ونحن لا نجزع من هذا النسب.. فالشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - قد سجَّل التاريخ دوره بماء من ذهب.. فقد خلَّص نجد وملحقاتها من بدع عظام وأعاد الناس إلى معين العقيدة الصافية التي لا إفراط فيها ولا تفريط.. لا كدرة أو ميل!!
** نحن فتحنا قلوبنا قبل جيوبنا لإخواننا العرب وسنظل كذلك.. ونعترف وندين للكفاءات التي ساهمت معنا في تأسيس وطن نفخر به..
لكننا لسنا على استعداد أن نلقى الأحجار جزاء ما فعلنا..
وإن كنا صدَّرنا ثقافة... فهي ثقافة الدين الواضح الذي لا تقوى إقبال بركة أو غيرها على صدِّ الناس عن الاقتناع به لحظة وعيهم به وبتفاصيله وبصفاء عقيدته وسمو أهدافه.
** ثقافة البترودولار
لن تختلف ولن تتغيَّر.. وستظل محتفظة بخصوصيتها وقدرتها على الصمود.. وسيظل الوطن قابضاً على جمرة الدين.. فالفضل لله سبحانه وتعالى الذي حفظ مصدر تشريعه من العبث وجعل لنا القرآن هادياً منيراً.. نعود إليه حين يكثر اللَّغط وحين يختلط الحابل بالنابل.. ثم الفضل يعود لولاة الأمر الذين يرعون هذا الميثاق ويحفظونه وحين تتجاسر علينا من هي على شاكلة إقبال بركة وفكرها.. فليس لنا إلا أن نشعر بأننا مطالبون بالثبات والتباهي به.
** سنظل مسلمين متمسكين بما جاء به الله وبلَّغ به رسوله.. شاء من شاء.. وأبى من أبى..
وأعان الله كلَّ مؤمن على استماع ما يخدش نبل فكره وأريحيته وقدرته على الاحتواء والثبات!
|