تتكوَّم أمامي الأوراق...
والأقلام تطلَّ عليَّ بوجهها العتيق...
تسألني... ولا أفيق...
لا أدري لماذا هزَّتني صديقتي بعد أن شارف الصَّباح على الظهور...
وأنا أتملَّى الجرار العتيقة، كي أغرف منها شيئاً من الآمال، كي يستيقظ العصفور وهو يغرَّد، لا يبكي، ولا ينوح...
قالت صديقتي في (مكة) هناك أحداثٌ...
وهزَّتني...،
فزعتُ أسأل عمنَّ نمتُ في أحشائها حين باغتتني الحياة بنورها..
أطمئنّ كيف هي (مكة) السلام؟ وهناك في الجرار العتيقة ينهض عبق مزاريب (مكة) وهي تسيل أمطاراً، تغسل أطراف أقدامنا ونحن صغار لا نعرف سوى أن نعبث بأقدامنا أطراف السَّيل...
ياه...
الفجر، فجر أمس، داهمني بالدموع...، وببحَّة بكاء عصفوري...،
وعندما هممت أن أزيح عن وجهه السَّتارة، طار للشجرة، كان يداعب بمنقاره حبَّات اللَّوز...
عدتُ لقلمي أناهضه كي يقول...
لكنَّه كان يصمت، صمْتَ الأوراق بين يديَّ...
والجرار العتيقة تفوحُ لي بنكهة التراب...، وتذكرتُّ وجه أميَّ، حين كان وجهها يطلَّ...
(مكة) كانت... والرياض... تفوحان بعبير الابتسام...
أخذت قلمي، غرفتُ من جرَّتي العتيقة...، وكتبتُ لكم تحايا السلام.
|