فيما تابع الأمير عبدالمجيد الحادث .. و« الجزيرة » زارت مسرح الجريمة وتنفرد بأسماء المصابين
أسرة النقيب المولد:استشهاده وسام شرف للأسرة.. وهو فداء للوطن

* مكة المكرمة- أحمد الأحمدي:
تابع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة مساء أمس الأول الأحداث الدامية التي وقعت بمخطط الخالدية السكني رقم «1» بمكة المكرمة جراء قيام مجموعة من الارهاببين بإطلاق أعيرة نارية ذهب ضحيتها عدد من الافراد والضباط والمواطنين ما بين قتلى وجرحى.
وكانت معلومات قد وردت للأجهزة الأمنية بالعاصمة المقدسة تشير إلى وجود مجموعة من الإرهابيين يقدر عددهم ما بين عشرين إلى ثلاثين فرداً يقطنون عمارة سكنية تتكون من ثلاثة أدوار وسط المخطط السكني.
ومع بدء عملية المداهمة والتي كانت عند العاشرة مساء وفقاً لما أشار إليه عدد من المواطنين القاطنين بالمخطط خرج الارهابيون من العمارة واستخدم البعض سياراتهم فيما سار البعض على أقدامهم حاملين اسلحة رشاشة وقد سجلت أول عملية قتل لأحد الارهابيين نتيجة لعمليات اطلاق نارٍ متبادلة ما بين الارهابيين والجنود الذين طوقوا مداخل ومخارخ المخطط من خلال تمركز آليات وأفراد الدوريات الامنية والمرور.
في حين تولت قوات الشرطة للطوارئ الخاصة عمليات المداهمة بتمشيط المنطقة مما أسفر عن وفاة النقيب ياسر حسب الله المولد من منسوبي إدارة مرور العاصمة المقدسة.
وكان النقيب ياسر مولد قد تعرض للإصابة الأولى داخل سيارته فلجأ للاستعانة بأحد المارة من سكان الحي لإنقاذة لكن الارهابيين عاودوا الكرة مرة أخرى ليصاب النقيب المولد برصاصة تودي بحياته في حين يصاب المعلم بكر الصائغ برصاصة في كتفه أبعدته عن النقيب المولد ليمتطي سيارته هارباً من الارهابيين الذين لاحقوه واخرجوه عنوة ليلقوه بالأرض وكان بكر الصائغ والذي يعمل معلماً عائداً إلى منزله بمخطط الخالدية السكني رقم «1» كعادته اليومية لكن القدر اوقفه ليدخل إلى امستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة.
أما الارهابيون والذين لقي سبعة منهم حتفهم وألقي القبض على خمسة منهم فقد واصلت الاجهزة الامنية حتى فجر أمس عمليات القبض عليهم لتنتهي بذلك عملية أقلقت أهالي مكة المكرمة والقاطنين بها طوال الليلة الماضية.
ومن بين الضحايا الجندي فهد وزنة والذي استشهد في الحال فيما اصيب كل من العقيد مساعد خاطر الزهراني وزهير المالكي وعبدالله الحارثي وعبدالله البار وشرف العبدلي واسامة مراد والذين تم نقلهم جميعاً إلى مستشفى النور التخصصي عبر فرق جمعية الهلال الاحمر السعودي.
وفي الوقت الذي شهد فيه مخطط الخالدية السكني تطويقاً امنياً كاملاً حتى صباح أمس سارت الأمور بشكل طبيعي إذ انتظم طلاب المنطقة في مدارسهم ليؤدوا امتحاناتهم داخل مدارسهم بعد ان تمكنت اجهزة الامن من اعادة الامور إلى طبيعتها فيما خرج الموظفون إلى اعمالهم دون أي تعطيل يذكر.
وهو ما يؤكد ان الامور سارت بشكل طبيعي وان العيون الساهرة على أمن الوطن والمواطن قادرة بإذن الله على مكافحة الارهاب والقضاء على الارهابيين وان من ذهب ضحية من أفراد وضباط ما هم الاشهداء واجب وان الدولة رعاها الله لن تترك أمرهم إذ ستتولى العناية والاهتمام بهم.
«الجزيرة» قامت بزياة لموقع الحادث ورصدت الوقائع والاحداث والتي أكدت ان كافة الامور تسير بشكل طبيعي جداً كما اشار إلى ذلك سكان المنطقة.
كما رصدت «الجزيرة» موقع الحادث والتقت بعدد من المواطنين وزارت أسرة الشهيد النقيب ياسر المولد والتقت بوالده «حسب الله المولد» وعمه محمد سالم المولد واللذين أكدا ل «الجزيرة» ان الفقيد النقيب «ياسر» قد وضع بذلك وسام شرف على صدر كل فردٍ من الأسرة باستشهاده في خدمة الدين والمليك والوطن. في حين قال ابنه «وضاح» والذي يبلغ من العمر تسع سنوات ان والده وان كان قد توفي لكنهم لن يعيشوا دون اب يرعاهم فالدولة بقيادتها ومسؤوليها هي الأب لهم.
وتمنى وضاح ان يوفقه الله لإكمال تعليمه والالتحاق بالعسكرية كضابط مثل والده.
أما وسيم والبالغ من العمر سبع سنوات ووليد البالغ اربع سنوات وكلاهما يتفقان مع شقيقهما الاكبر «وضاح» بأن والدهم لم يقتل لكنه استشهد فداء للوطن.
فيما يشير سعد وفهد وصالح اشقاء الفقيد إلى ما كان يتمتع به الشهيد ياسر من اخلاق حميدة جعلته محبوباً لدى كافة افراد الاسرة وزملائه مؤكدين بره بوالدته التي انتقلت إلى رحمة الله قبل أسبوعين.