ندوات ثقافية ومسرح للطفل وصالة تسوق نسائي ومعرض للكمبيوتر والاتصالات تفتح أبوابها للزوار
تظل المرأة إلى أبد الآبدين نصف المجتمع، وشطره الذي لا يمكن المساومة أو الاستغناء عنه، مهما قيل ونقل عنها، وهي ساعد لا يكتمل الجسد الروحي ولا المعنوي بدونه، ولا يستغنى عنه مهما تغيرت أو استجدت متطلبات الحياة، ولهذا فإن الاهتمام والعناية بدورها داخل المجتمع أمر هام وضروري، وتهميش دور المرأة في أي مجتمع، سواء أكان تعليمياً أو عملياً، أمر ينعكس سلباً على الحياة البشرية عامة، والمرأة في الإسلام نالت تكريماً عظيماً، وخصها الإله الكريم العظيم بسورة عنها (سورة النساء)، وفي هذا البلد اعتنى بها مجتمعها منذ أكثر من أربعة عقود، بدءاً من إتاحة المجال التعليمي لها، وانتهاءً بجعلها عضواً مشاركاً ونافعاً في مجتمعها، إلا أنه ومع التوسع العلمي والثقافي، فضلاً عن المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي حدثت أخيراً، ظلت مشاركة المرأة في النواحي العملية محدودة للغاية، وهذا توجه لا يمكن جعله يسير دون إعداد العُدَّة له وتذليل الصعاب التي تواجهه، والمرأة ليست بالضرورة في هذا العصر هي الزوجة أو الأم فحسب، بل أصبحت في أحيان أخرى هي العائل الوحيد لأسرتها، وبالمقابل تأتي الحاجة إليها ملحَّة للغاية في خدمة مرافق الحياة الاجتماعية، لتسد احتياجات قائمة، والتي يقوم عليها الرجال بنسبة عالية، وهي ليست أولى بهذا فحسب، بل ان تلك أو بعض الميادين التي يشغلها الرجال، هي في الأصل من اختصاصات واحتياجات المرأة، ولهذا فهي الأحق وهي المفترض أن تتسنم هذا أو ذاك العمل، وليس الرجل، وإن بطء الاهتمام أو عدم الإسراع في تحقيق متطلبات المرأة، والسعي إلى مشاركتها في الحياة الاجتماعية في مواقع عديدة تتفق وطبيعتها البشرية وبما لا يتعارض مع دينها الحنيف، وعاداتها وتقاليدها الحميدة، سوف تعيش لمدد أطول في بطالة بكافة أنواعها، ولعل أنَّ الواضح والذي سوف يقابلها بضراوة هي البطالة المستديمة أو الإجبارية، وليست الأنواع الأخرى، التي من الممكن أن تسعى جاهدة أو محتاجة إلى عدم التقليل من تواجدها بالنسبة لها في مجتمعها، كالبطالة النوعية (الهيكلية)، عندما تتنازل عن حقوقها العلمية المكتسبة وتعمل في مهنة ليست من اختصاصها، ومن هنا كان لزاماً على مؤسسات التعليم كافة أن تبادر وتسارع في الوقت نفسه في طرح مخرجات تعليمية عديدة تخدم احتياجات المرأة، وكذا الجهات المعنية بشؤون التوظيف بأن تسعى هي الأخرى بمنح فرص عمل بشكل دوري منتظم، ولا شك أن احتياجات المجتمع كثيرة ومتنوعة لحاجة وخدمة المرأة لها، كما أننا نعيش مرحلة تعد ذهبية بالنسبة للمرأة السعودية على وجه الخصوص، ونحن في عصر المعلوماتية وتقنيتها، وهو ما يقودنا إلى استغلال هذه التقنيات الحديثة، التي من شأنها أن تمنح فرص عمل عديدة للمرأة، وتجعلها عاملاً منتجاً فاعلاً في مجتمعها، من خلال قيامها بأعمال عن بعد، بعد أن كانت تمنح من ذي قبل فرص التعليم عن بعد، ولهذا فإن استغلال ما يمكن استغلاله، هو هدف وطني استراتيجي يخدم احتياجاتنا الآنية والمستقبلية، فلنبادر جميعاً كل في حدود اختصاصه ومسؤوليته، وصولاً إلى تكامل اجتماعي وطني منشود.
(*) الباحث في شؤون الموارد البشرية
|