الكهرباء تمنح 13 سهماً مقابل كل 100 سهم، شركة الراجحي المصرفية تقرر منحة اسهم كل مئة سهم، شركة الجبس تقرر زيادة رأس مالها بتوزيع سهم اضافية، البنك الاهلي يطرح للاكتتاب نهاية العام، النقل الجماعي يستحصل على مستخلصات حكومية تقدر بكذا مليون ريال. نلاحظ تدفق كم كبير من المعلومات الصحيحة وهي قليلة جدا والاشاعات وهي كثيرة جدا، السوق السعودي للاسهم يرضخ الآن تحت ضغوط هذه المعلومات التي في غالبها غير صحيحة ولعل آخرها منحة شركة الكهرباء التي هوت بالكثير من صغار المضاربين من سعر 89 و 88 ريالاً الى حد 86 ريالاً و73 لولا حماية النسبة لها ثم بدأت تسترد عافيتها السعرية شيئا فشيئا.
السوق السعودي حقق قفزات سعرية لاشك انها ممتازة وابرزها شركة الاتصالات فمن مراوحة 240 ريالاً حتى قفز حد 416 ريال والثبات عن 400 ريال، ثم قفز الدوائية والاسمنتات والبنوك نسبيا ولها خصوصيتها الخاصة الموسمية، وسابك، والتصنيع، وصافولا ومنحتها الجديدة، والجبس وغيرها، والسوق بشكل عام حقق قفزات سعرية ممتازة سواء للمضاربين او المستثمرين ممن باع أسهمه وبدأ رحلة جديدة، نمو السوق السعودي السعري وارتفاع المؤشر لحد 3700 و3600 هي مؤشر على تحقق نمو حقيقي ملموس، يردد الكثير انها مضاربة بمجملها وهي نعم مضاربة في بعض الشركات التي من الممكن نطلق عليها اسهم «لم تربح» التي هي محل المضاربة لعدة ايام ثم تكون منسية حتى حين، ولكن الاسهم القيادية ذات العائد هي التي تحقق النمو الحقيقي والملموس ولذلك اسبابه الجوهرية الملموسة هي ضيق منافذ الاستثمار في الاقتصاد السعودي ولك ان تضرب مثالاً بمن يملك مليون ريال اين يستثمر؟
اما العقار او الاسهم وهذا يأتي المقارنة بالعائد ونسبته، والعامل الآخر هو تدفق للسيولة العالية في السوق السعودي حيث زادت بنسبة 13% مقارنة بالعام الماضي لدولة من خلال زيادة العائد من النفط او من خلال الاستثمارات السعودية العائدة التي اضافت مبالغ سائلة كبيرة، كذلك تحقيق الشركات لنمو في الارباح ولعل ابرز مثال شركة الاتصالات عن الربع الاول، كذلك دخول مستثمرين ومضاربين جدد، حيث ان اسهام شركة الاتصالات كان واضحاً حيث وزعت هذه «الثروة» على المواطنين بما يقارب 900 الف مكتتب والجميع ربح 100% وهي سابقة رائعة من قبل الدولة بمنح المواطنين هذه الميزة الكبيرة بنمو دخلهم من خلال شركة الاتصالات وسيأتي الدور على البنك الاهلي وغيرها، اكتتاب شركة الاتصالات دفع الكثير لتجربة سوق الاسهم وتعريفه حيث تدفق الكثير لبدء عملية التداول سواء كمضاربين او مستثمرين، وحتى ان اغراء الارباح المحققة فتح شهية الكثير لاقتحام السوق فمن سعر 200 ريال حتى 400 ريال للسهم يعني الشيء الكثير ولاشك يربح بنسبة 100% خلال 3 اشهر فقط!! وهي نادرة الحدوث والمؤشرات المستقبلية تشير الى ما يمكن ان تتكرر خاصة مع البنك الاهلي ان وضع بسعر منخفض كما وضع للاتصالات.
برغم هذا الارتفاع وتحقيق الارباح المبررة للأسباب السابق ذكرها فان السوق السعودي مقبل على مرحلة سعرية ورقم في المؤشر سيكون مرتفعاً بشكل ملموس ولانها تستند لأرضية سليمة وصلبة من حيث تحسن الوضع الاقتصادي بنمو الدخل وزيادة الانفاق وارتفاع السيولة فإن السوق سيكون مغرياً للجميع ونلاحظ ان هناك نمواً اسبوعياً في السوق يقدر بـ50 ،4% فهي تدفع الجميع للمضاربة والاستثمار، ولكن هناك كثير من المضاربين الصغار الذين خرجوا من السوق او على وشك او هناك من «تعلق» بأسعار عالية ولا يعرف كيف الخلاص، كثير من المضاربين وهم كبار سن او صغار يعتقد ان مجرد متابعة الشاشة الخاصة بالسوق او كثرة الاتصال او المتابعة انها كافية لفهم واقتحام السوق، كثيرون يتوقعون السوق انها مجرد عرض وطلب بناء على قيمة السوق الحقيقية او غيره، او ان السوق يحكمها الاحساس الشخصي والرغبة والعواطف والميول الشخصية وهم لا يدركون ان السوق له «لعبته» الخاصة التي لا تخضع لكثير من المقاييس وخاصة في المضاربة حتى ان الاغلب لا يعرف ما معنى القيمة الدفترية ناهيك عن التحليل المالي الدقيق للسوق التي تحتاج للمحلل البارع والملاحظة الدقيقة والجرأة وعدم التردد وسرعة اتخاذ القرار، والمتابعة الدقيقة جدا لكل شيء، والموهبة ولا اقول الحظ الذي لا أؤمن به، وتنويع مضاربته قدر الامكان وما هو متاح بالسوق في ذلك اليوم، المضاربة هي لعبة كبار ولا يعني ألا ينجح الصغير «اقصد كرؤوس اموال» ولكن كثيرون يتبعون نظام «القطيع» وهذا خطأ فادح فليس كل مرة تنجح هذه الطريقة.
السوق السعودي مصدر ثقة واقولها بكل ثقة ولكن ليس لكل من دخل السوق فهي ليست بالحظ او بالتجربة والخطأ لا مجال في سوق الاسهم لهذه العبارات هي مقياس لقدراتك وامكاناتك التحليلية للسوق، السوق السعودي ما زال هناك فيه الخير الكثير سواء للمضارب او المستثمر، ولكن مشكلة المضارب الصغير يريد ان يقفز الحواجز بدون معرفة العواقب فهو ينظر للربح دوما ولا ينظر ماذا يفعل لو خسر، والتوضيح والشرح بالممارسات التي تتم تطول جدا ولا مجال لذكرها او حصرها هنا، ولكن اعيد التأكيد على ان سوق الاسهم السعودي يرتكز على ارض صلبة ليس كل الشركات، والجميع سيربح بالاستثمار لشركات محددة ومعروفة وسيربح بالمضاربة متى ما عرف اللعبة بتمكن وعلم وتحليل فليس مجرد ان تكون تابعاً للآخر انك ستربح يجب تحقيق الاستقلالية التامة بذلك لتكون داعما لنفسك مستقبلا وليس مؤقتا.
|