* بغداد - الوكالات:
بدأ الجيش الأمريكي عملية جديدة أطلق عليها اسم «عقرب الصحراء» في شمال غرب العراق وذلك لملاحقة العناصر الموالية لصدام حسين.
وقال السرجنت بريان توماس المتحدث باسم القوات الأمريكية البريطانية: بدأنا عملية «عقرب الصحراء» الليلة الماضية وهي متواصلة.
وأضاف أن العملية تجري أساسا في شمال وشمال غرب العراق رافضا توضيح الاماكن التي تستهدفها على وجه الدقة.
وأشار الى انها موجهة ضد أولئك الذين يهاجمون الجنود الأمريكيين والبعض ينتمي الى حزب البعث وآخرون يعارضون جهود السلام.
وأشار الى انه جرت اعتقالات ضمن هذه العملية قائلا: لدينا معتقلون ولكن لا يمكننا اعطاء أرقام حاليا، مضيفا انه لم يسقط ضحايا حتى الآن في الجانب الأمريكي، وتابع لقد خصصنا لهذه العملية القوات الضرورية.
وتأتي «عقرب الصحراء» بعد عملية «شبه الجزيرة» التي أوقعت أكثر من 113 قتيلا بحسب حصيلة للقوات الأمريكية وشهود عراقيين، وقد تصاعدت حدة المواجهات بين القوات الأمريكية ومجموعات من العراقيين في أنحاء متفرقة من البلاد مما أدى إلى مقتل المزيد من العراقيين والأمريكيين على حد سواء.
وأفاد شهود عيان عراقيون أمس الأحد أن ثلاثة جنود أمريكيين قتلوا في منطقة العمارات السكنية بمدينة الثورة في بغداد عندما تعرضوا لهجوم بالأسلحة النارية، بينما كانوا في نوبة حراسة أمام مركز لتسليم الأسلحة المحظورة.
وقال الشهود إن المهاجمين استولوا على سيارة أمريكية مجهزة من طراز كوستر كانت بصحبة الجنود القتلى ثم لاذوا بالفرار.
وقد شنت القوات الأمريكية حملة تمشيط واسعة النطاق في المنطقة للقبض على المهاجمين واستعادة السيارة.
وفي مكان آخر من العاصمة بغداد قام مجهولون بالقاء قنابل يدوية وإطلاق وابل من النيران وقاذفات أر بي جيه صوب مجموعة من الجنود الأمريكيين المتمركزين بحي الجهاد مما أدى إلى مقتل جندي أمريكي وإصابة آخر بجروح خطيرة.
كما أطلق مسلحون مجهولون قذائف هاون على معسكر للقوات الأمريكية بمدينة الرمادى «110 كلم غرب بغداد» مما أدى إلى اشتعال النيران في المعسكر فيما لم تتوافر معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
وتأتي تلك العمليات في وقت قتل فيه 113 عراقيا على الأقل، فيما تم اعتقال مئات آخرين خلال عمليات تمشيط ومداهمة ومطاردة سعيا لمن تعتبرهم القوات الأمريكية متعاونين مع النظام السابق وذلك في إطار عملية أطلقت عليها ضربة شبه الجزيرة.
وأصابت تلك التطورات المتلاحقة الإدارة المدنية الأمريكية في العراق بالتوتر، فبينما اعترف رئيس الإدارة بول بريمر قبل يومين بأن المقاومة منظمة وتقودها جهة موحدة تراجع في تصريحات له أمس عن ذلك الرأي وقال إن منفذي العمليات التخريبية ضد قوات التحالف يمثلون جماعات متفرقة غير موجهة من قبل جهة مركزية.
ووصف بريمر منفذي تلك الهجمات بأنهم مجموعات من اليائسين الذي يحاولون تخريب التقدم الذي تحقق.
واعتبر المسئول الأمريكي الأول في العراق أن قوات التحالف أنجزت تقدما رائعا خلال الأسابيع التسعة الماضية، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية ستعمل في الفترة المقبل على انعاش الاقتصاد العراقي من خلال برنامج بتكلفة 190 مليون دولار.
تجدر الإشارة إلى أن العراقيين يعانون انهيارا في مختلف نواحي الحياة منذ سيطرة القوات الأمريكية على البلاد في التاسع من أبريل الماضي، حيث استشرى الانفلات الأمني على نحو غير مسبوق وبلغ معدل البطالة نحو 70 بالمائة كما عانى المواطنون نقصا في الخدمات الأساسية مما أدى إلى وجود حالة من التذمر الشديد بين صفوف العراقيين.
|