Monday 16th june,2003 11218العدد الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
الملف العراقي بيضة القبان
جاسر عبدالعزيز الجاسر

حتى وإن لم يشأ، يبدأ أي رئيس أمريكي العمل على تجديد بقائه في البيت الأبيض سنوات أربعاً قادمة، بعد أن يمُضي السنتين الأوليين من فترة رئاسته الأولى.. فالتجديد للفترة الثانية يبدأ العد العكسي له منذ اليوم الأول من سنته الثالثة.. كل رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية خاضوا هذه التجربة بعضهم نجح في تمديد فترة بقائه أربع سنوات أخرى.. وبعضهم فشل.. كلينتون نجح في التجديد ونجاحه عائد لما حققه من نجاح في تحسين الأوضاع الاقتصادية في حين فشل جورج بوش الأب رغم نجاحه في حرب تحرير دولة الكويت..
الآن جورج بوش الابن، الذي بدأ ومعسكره التخطيط للبقاء فترة ثانية وأمامهم تجربتان.. تجربة والده.. وتجربة سلفه.. فهل يمزج بين التجربتين أم يعتمد على لعبة كلينتون الذي راهن على جيب المواطن الأمريكي.. ونعني به تحسين الأوضاع الاقتصادية.. أم يمزج بين تجربة والده وثمار سلفه.. خاصة وان بوش الابن «فاز» في حربين ضمن مسلسل أصبح يشكل هاجساً لدى المواطن الأمريكي.
فالرئيس الحالي جورج بوش الابن الذي استطاع فريقه السياسي والإداري من توظيف الآلة الإعلامية الأمريكية وحتى الدولية في تصوير الإرهاب الدولي كبعبع وسيف مسلط على رأس كل مواطن أمريكي.. لا يريد أن يضيع النقاط التي سيجنيها إن لم يوظف التوظيف الصحيح ما حققته «حرب الإرهاب» في أفغانستان والعراق.. وهذه النقاط إذ ما أضيفت إلى ما يمكن أن تحققه «إصلاحاته الاقتصادية» من تحسين على الوضع الداخلي.. خاصة بعد أشهر بعد أن يتدفق النفط العراقي وتضخ دولاراته في دولاب الاقتصاد الأمريكي.
ولهذا فإن الرئيس جورج بوش الابن وان أظهر اهتماماً بالشأن الفلسطيني - الإسرائيلي من خلال التصدي لملف التسوية في الشرق الأوسط، إلا أن الملف العراقي سيبقى محل الاهتمام الأول لدى بوش وإدارته ولذلك فإن أي محاولة إقليمية أو دولية لعرقلة الخطط الأمريكية في العراق ستواجه برد أمريكي عنيف، وهذا ما يفسر ارتفاع لهجة التهديد الأمريكية التي بدأت تجد لها صدى في عواصم التحالف الأمريكي في لندن وروما وحتى مدريد.. لأن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تجهض إيران مثلاً الانتصار الأمريكي في العراق.. ويخطف حلفاء طهران إنجاز بوش، ولهذا فقد جمدت واشنطن خطط تسليم الحكم للعراقيين خوفاً من وصول أصدقاء إيران إلى الحكم.. وزاد توجس الأمريكيين بعد وصول معلومات حول وجود نفوذ إيراني في أوساط الأحزاب التي يشترك بعضها في مجلس المتابعة والتنسيق الذي شكلته المعارضة العراقية سابقاً بمساعدة أمريكية حيث تتخوف واشنطن من تأثيرات طهران على أحزاب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وحزب جلال الطالباني.. وحتى حزب الدعوة.. ولذلك فإن واشنطن تحاول إحياء دور شيوخ العشائر الذين بدأ نقلهم السياسي يتنامى ليتوافق مع قوتهم العشائرية..
وهكذا فإن الملف العراقي سيكون الملف الأكثر حضوراً وحظوة على المكتب البيضاوي.. متقدماً على الملف الفلسطيني.. لأن الملف العراقي يبرز الانتصار في حرب الإرهاب..ويحرك دولاب الاقتصاد الأمريكي عبر دولارات نفط العراق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved