* رام الله - محمد يوسف - أ ش أ:
التنقل بين رام الله ومدن الضفة الغربية رحلات عذاب يومية يعاني فيها الفلسطينيون الذين يعملون في رام الله.. وتسكن اسرهم في مدن وقرى الضفة الغربية.. فحواجز الاحتلال الاسرائيلي تمنع مئات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني من التنقل بين مدنهم وقراهم والوصول إلى مقار عملهم وجامعاتهم ومدراسهم.. فالاغلاق والحصار يتكرر وما ان ينفك حتى تعاود سلطات الاحتلال فرضه مرة أخرى.
الفلسطينيون نساء وشيوخا وأطفالا وشبابا يتعرضون للاهانة والانتظار لساعات طويلة من أجل المرور عبر الحواجز.. من خلال اضطرارهم للعبور من خلال الطرق الجبلية الوعرة والملتوية يواجهون مغامرة محفوفة بالمخاطر حيث قد يتعرضون أثناءها الى رصاصات جنود الاحتلال.
وقد ضاعفت سلطات الاحتلال خلال الايام الاخيرة في اعقاب عملية القدس الغربية الفدائية الحواجز العسكرية المتنقلة بين المدن الفلسطينية.. فبعد ان كان المواطنون الفلسطينيون يتخطون حاجزا أو أكثر بين مدينة وأخرى يتعيَّن عليهم الآن تخطي ثلاثة أو أربعة حواجز عسكرية متنقلة وثابتة وربما ضياع يوم كامل للانتقال من مدينة لاخرى لا يستغرق في الظروف العادية اكثر من ساعة أو ساعتين بسبب الحصار الخانق وتشديد وتيرة الطوق الأمني الشامل على الضفة الغربية.. الرام وقلنديا وسردا وتياسير والحمرا.. حواجز تمنع الراغبين في التنقل من أجل التعلم أو العمل أو العلاج من انجاز مهمتهم وتحولهم إلى سجناء في مركباتهم المصطفة في صف طويل يمتد أحيانا لأكثر من كيلو ونصف الكيلومتر.. وأحاديث المواطنين اختلطت بصرخات وآهات الأطفال والمرضى دون ان يثير ذلك رحمة جنود الاحتلال الذين يتفنون في إيذاء وإهانة الفلسطينيين ويتصرفون بهمجية وعنصرية دون أي اكتراث بعشرات النداءات والمحاولات لاقناعهم بتخفيف الإجراءات وتسهيل مرور الناس.
الطلاب القادمون إلى جامعة بيرزيت عبر حاجزي قلنديا وسردا.. من مناطق الضفة الغربية ليسوا أحسن حالا.. فقد ضاعت عليهم المحاضرات بسبب الانتظار على الحواجز وأحيانا لا يتمكنون من أداء الاختبارات في موعدها وتضطر ادارة الجامعة إلى إعداد لجان خاصة لهم.. ولكن ما يثير أحزانهم أكثر من ذلك أنهم يصلون الى مقاعد الدراسة أو الاختبار بعد كل هذا العذاب وهم في حالة من الاحباط واليأس لا يستطيعون معها استيعاب أي شيء أو تذكر أي شيء وتضيع احلام التفوق بل ربما مجرد الامل في النجاح على ابواب الحواجز. تذرف الدموع من عين السيدة ربا وهدان ( 55 عاما ) القادمة إلى مستشفي رام الله على حاجز سردا وهي لا تقوى على الانتظار هذه الساعات الطويلة وتقول ان الجنود لا يعرفون معنى الرحمة وانني اعاني من المرض ولا أقوى على الوقوف كثيرا.. لقد استعطفتهم كثيرا ولكن دون جدوى.
أما الحاج عمران الفهد ( 65 عاما ) على حاجز قلنديا فيقول على دعاة السلام ان يأتوا إلى الحواجز ليروا العذاب الذي يشاهده يوميا ابناء الشعب الفلسطيني.. ويتدخل عبد المحسن الناصر قائلا كفانا كلاما منذ اكثر من 35 عاما وهم يتحدثون عن السلام ومبادارت السلام ولا نرى شيئا على ارض الواقع سوى القتل والحصار والاغلاق ومصادرة الاراضي وتدمير المنازل.
|