* تل أبيب غزة الوكالات:
عززت أنباء إسرائيلية ما قاله فلسطينيون من أن اجتماعا أمنيا مع الإسرائيليين كان ناجحا حيث تحدثت الإذاعة الإسرائيلية صباح أمس الاحد أن إسرائيل تستعد للانسحاب من قطاع غزة بعد تعرضها لضغوط من الولايات المتحدة، ومع الأجواء المتفائلة نسبيا التي خلفها الاجتماع إلا أن إسرائيل ما زالت تجهد لإفساد ما يحدث من خلال الاعتداءات التي شملت أمس الاحد مقتل رجل فلسطيني.
وجاء الإعلان عن الانسحاب المرتقب بعد ساعات من اجتماع بين وزير الدولة الفلسطيني للشؤون الأمنية محمد دحلان والمنسق الأمني الإسرائيلي عاموس جلعاد في وقت متأخر من الليل.
وعلى ما يبدو لم يسفر الاجتماع عن أي قرار، وأفاد التقرير أن إسرائيل وافقت على وضع المسؤولية الأمنية في المنطقة في يد دحلان، إلا أن متحدثا باسم الجيش الإسرائيلي لم يؤكد هذه الأنباء.
وذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية أن الجانب الفلسطيني وصف الاجتماع بأنه «إيجابي» وأضافت أن الجانبين قد يجتمعان مرة أخرى قريبا، وقال متحدث فلسطيني إن المسألة الأمنية تكتسب زخما.
وقال الفلسطينيون إنه بالرغم من تصاعد العنف في الأيام الماضية فقد جرت مناقشة مسألة إجراءات بناء الثقة، وشملت المناقشات أيضا مسألة الإفراج عن السجناء الفلسطينيين في إسرائيل وإعادة بناء المطار الدولي في غزة، إضافة إلى ذلك أعرب الفلسطينيون عن اهتمامهم بتولي مسؤولية الأمن في مدن الضفة الغربية فيما قال الإسرائيليون إنهم يريدون دراسة المقترحات الفلسطينية، وهذا ما قاله المتحدث الفلسطيني الذي لم تذكر الشبكة اسمه، وعقد الاجتماع بين دحلان وعموس جلعاد في مقر إقامة السفير الأمريكي لدى إسرائيل دانيال كورتزر.
وقالت مصادر سياسية إن إسرائيل جددت عرضها بسحب القوات التي تطوق بلدات في شمال غزة لاختبار قدرة قوات الأمن الفلسطينية على السيطرة ومنع هجمات النشطين على إسرائيل.
وبعد ساعات من هذا الاجتماع أقدم الجنود الإسرائيليون على قتل فلسطيني بالرصاص في قطاع غزة في ساعة مبكرة أمس الاحد بعد ساعات. وبعد ساعات من اجتماع محمد دحلان وزير الدولة الفلسطيني لشؤون الأمن مع الميجر جنرال عاموس جلعاد أطلقت قوة إسرائيلية النار على عضو بكتائب شهداء الأقصى فأردته قتيلا خلال تبادل لاطلاق النار بشمال غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي وأطباء فلسطينيون إن أربعة فلسطينيين أصيبوا في الاشتباك.
ورغم استمرار العنف قال زئيف بويم نائب وزير الدفاع للقناة الإسرائيلية العاشرة إن عرض سحب قوات من مناطق معينة لا يزال مطروحا.
ولكن مصدرا أمنيا إسرائيليا قال إن القوات الإسرائيلية «لن تتحرك سنتيمترا واحدا» مالم يقدم دحلان خطة لقمع الجماعات المتشددة وهي خطوة يحجم دحلان ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس عن اتخاذها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون قد اقترح في اجتماعات سابقة مع عباس انسحابا جزئيا من أجزاء في شمال غزة يكون بمثابة اختبار لقوات الأمن الفلسطينية قد يؤدي إلى انسحاب أوسع في الضفة الغربية.
لكن عباس رفض العرض قائلا إنه يحتاج أولا للتوصل إلى اتفاق مع الجماعات الفلسطينية النشطة لوقف الهجمات على الإسرائيليين.
وبعد ثلاثة أيام قتلت خلالها إسرائيل ستة من ناشطي حماس و16 مدنيا فلسطينيا قالت السلطة الفلسطينية إنها مستعدة للسيطرة على الأمن إذا أوقفت إسرائيل ضرب النشطاء. ولكن إسرائيل لم تبد أي علامة على التراجع بعد أن تعهدت بشن حرب للقضاء على النشطين «حتى النهاية».
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي كانت وراء تفجير حافلة بالقدس يوم الاربعاء أسفر عن سقوط 17 قتيلا إنها سترفض أي اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وقال محمود الزهار مسؤول حماس لرويترز «لن نقبل وقفا لاطلاق النار».
وصرحت مصادر أمنية بأن مسؤولين أمنيين مصريين يعتزمون رغم ذلك زيارة غزة في محاولة لإقناع حماس باستئناف المحادثات مع السلطة الفلسطينية.
ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في الأردن يوم 22 يونيو/حزيران مع أعضاء آخرين بلجنة الوساطة الرباعية الدولية المؤلفة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا بالإضافة إلى الولايات المتحدة لبحث خطة خارطة الطريق.
من جهة أخرى، أوضح المصدر أن اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اللجنة المركزية ستجتمع في رام الله موضحا أن اللجنة التنفيذية ستبحث في قرارات مجلس الأمن الفلسطيني الأعلى وأهمها القرار بتسلم المسؤوليات الأمنية في أي منطقة ينسحب منها الإسرائيليون.
| 
