* الرس - حسين محمد الصيخان:
الامتحانات النهائية هاجس يؤرق مشاعر وأعصاب ابنائنا الطلاب في هذه الفترة من كل عام وما يصاحبها من خوف وتوتر للطلاب وهذا أمر طبيعي جداً فتجد البعض منهم يجهد نفسه بالمذاكرة لساعات متأخرة من الليل فينشغل عن الأكل وعن النوم وهذا أمر خاطئ جداً لان الطالب في مثل هذه الأيام هو بحاجة إلى الراحة النفسية والجسدية والغذاء السليم حتى يكون أثناء الاختبار في جو هادئ بعيداً عن التوتر والقلق.
وحول ذلك كان ل«الجزيرة» هذا الاستطلاع لبعض الطلاب وأولياء أمورهم فماذا قالوا عن هذا الموضوع.
بداية تحدث مدير التربية والتعليم بمحافظة الرس الأستاذ محمد بن صالح الغفيلي قائلاً: جاء وقت الحصاد حيث جاء وقت الاختبارات والتي بها يمتاز الطلاب، فالمجتهد ينال - بعد توفيق الله - النجاح وأما المهمل فالمهمة سوف تكون أمامه أصعب، وأكثر من تنصت وتتركز عليهم الانظار، هم أبناؤنا طلاب الصف الثالث الثانوي حيث تعتبر نقلة في حياة الطالب وبعدها يدخل معترك الحياة الجامعية واختيار التخصص الذي يميل إليه لكنه قبل ذلك يجب أن يعد لذلك عدته بأن يجد ويجتهد ليحصل على النسب العالية حتى يكون الاختيار بيده لا بيد غيره لذلك على ابنائنا الطلاب مراعاة الكثير من الأمور ليتحقق لهم ما يصبون إليه وهو النجاح ان شاء الله. ومن هذه الأشياء ما يجب ان يعدها قبل الاختبار وخلاله وبعده، فأما الأشياء التي قبل الاختبار فأولها يكون من بداية العام الدراسي وهي المتابعة المستمرة والمذاكرة المتواصلة وحل الواجبات بانتظام والانتباه لشرح المعلم جيداً والاستفسار عن الجزئيات من المنهج والتي يواجه بها صعوبة وسوف يجد إن شاء الله محل رحابة صدر من معلمه. ثم عليه أن يهيئ نفسه للمذاكرة بان يصفي ذهنه أولاً عن كل ما يشغل تفكيره من ملهيات ومشاكل والتي تسبب السرحان الذي يبعده عن جو المذاكرة ثم عليه الابتعاد عن السهر فعليه النوم مبكراً وان يصحو مبكراً ثم عليه بالأكل المتوازن والمنتظم وان تشتمل الوجبات على عناصر غذائية صحية وان عليه ان يختار وقت مذاكرة مناسب بأن يوازي بينها وبين الراحة لجسمه وليكن دائماً في تفكيره القول المأثور «العقل السليم بالجسم السليم» وإذا شعر بالارهاق عليه التوقف فوراً واراحة جسمه واختيار الأوقات المناسبة للمذاكرة مثل بعد صلاة الفجر وبعد المغرب إلى الساعة التاسعة مساء وان يضع وقت راحة بين مادة وأخرى والابتعاد عن الضوضاء ومراعاة التهوية والاضاءة المناسبة والابتعاد عن الأماكن التي تساعد على الاسترخاء كما يجب عليه أن يحاول الفهم قبل الحفظ لأن الفهم أسهل وأثبت في الذاكرة باستثناء المواد التي من طبيعتها الحفظ ثم عند الحفظ عليه مراعاة عدم تكرار الجملة بسرعة لانه لن يحفظها بهذه الطريقة بل عليه حفظها بروية ثم محاولة تسميعها على نفسه أو على شخص غيره. واحذر من المنبهات كالقهوة والشاي ثم احرص على أن تكون مذاكرتك فردية وليست جماعية إلا في حالة إذا واجهت صعوبة في مادة أو موضوع معين ففي هذه الحالة يمكن الاستعانة بأحد زملائك الجادين كما يجب عليك أن تضع جدولاً للمذاكرة والتقيد به وخلال بدء الاختبار عليك أولاً ان تبدأ باسم الله والتوكل عليه ثم قراءة كل سؤال على حده والاجابة عليه ثم الانتقال إلى السؤال الثاني وهكذا.. فإذا واجهتك صعوبة في فقرة أو سؤال ضع علامة عليه حتى لا تنساه ثم انتقل للفقرة التي تليها ثم بعد الانتهاء من الاجابة ارجع على الفقرة التي تركتها وحاول حلها مرة أخرى وبهذه الحالة وفرت الوقت على نفسك.
وتحدث المقدم علي بن صالح الصقير مدير شعبة مكافحة المخدرات بمحافظة الرس والذي قال: يتطلب الأمر من الجميع خلال هذه الأيام الاهتمام والحرص من الاباء والامهات تجاه ابنائهم والوقوف معهم وتهيئة الجو المناسب لهم بالمذاكرة والتعامل معهم بالحكمة والرفق واللين والبعد عن القسوة والغلظة والتأنيب بالاضافة لذلك والأهم يتطلب من ولي أمر الطالب متابعة الابن بعد أداء الامتحان مباشرة طوال أيام الاختبارات حماية لهم من الاحتكاك برفقاء السوء أيضاً وعدم المبالغة بالوعود لهم في هدايا النجاح والتي كثيراً ما يكون لها آثاراً سلبية على الأبناء كذلك أدعو جميع الطلاب بالبعد عن رفقاء السوء وما يروجون له من الممنوعات والمحظورات والمخدرات والتي لا يصدقوا ما يقال عنها من أنها تساعد على المذاكرة وزيادة الجهد بل الحقيقة انها تزيد من الارهاق وتفقد الذاكرة وتقتل آلاف الخلايا من المخ والأشد من هذا كله ان المرء يصبح اسيراً لها طول عمره، إلا أن يشاء الله هذا كما أدعو الذين وقعوا في تلك السموم أو يروجها وأقول لهم اتقوا الله في أنفسكم وأهليكم ومجتمعكم واعلموا ان هذه المخدرات ما هي إلا سلاحاً فتاكاً من أعداء الأمة للقضاء على أمة الإسلام وان لا يتمادوا في غفلتهم فليس عيباً الوقوع في الخطأ انما العيب الاستمرار في الخطأ، دعواتنا للجميع بأن يهديهم الله ويردهم للحق.
البعد عن رفقاء السوء
كما تحدث رئيس قسم الرخص بشعبة مرور الرس النقيب صالح بن عبد الرحمن الرشود: ادعو لأولياء أمور الطلبة والطالبات بالحرص على فلذات أكبادهم بالمتابعة المستمرة خلال هذه الأيام التي يجنى فيها الثمار.
فيجب على ولي الطالب متابعة ابنه من لحظة خروجه من المدرسة وذلك بالبعد عن رفقاء السوء حيث يتم مشاهدة بعض من الطلبة وللأسف الشديد عند الخروج من الامتحانات يقومون بالدوران داخل الأحياء السكنية وتجمعات بالشوارع العامة ناهيك إلى بعض التصرفات التي يقوم بها بعضهم من هؤلاء الشباب وخاصة مثل هذه الأيام في مزاولة التفحيط والتي لا يخفى على الجميع عواقبها الوخيمة من وفيات أو اعاقات دائمة نتيجة لذلك التفحيط التي لا يرضى به أحد، كما أوجه النصح والارشاد الى اخواني الطلبة بعدم السهر الى ساعات متأخرة من الليل بالدوران والتجمعات بالشوارع العامة.
الطالب مسؤول
ويقول الأستاذ محمد بن سكيت النويصر مدير المعهد العلمي في محافظة الرس ان الاختبارات هي مقياس لما استوعبه الطلاب من معلومات في العلوم المتفرقة وذلك خلال عام دراسي حيث تعقد نهاية كل فصل دراسي لمعرفة مدى استفادة الطالب من دراسة العلوم المتنوعة والتي يدرسها له الأساتذة وفق توزيع لموضوعاتها على مدار العام حيث تتضمن تلك الموضوعات كثيراً من المعلومات التي تأخذ من كل بطرف.
وكان من الأولى بالطالب أن يجتهد ويجد منذ أول يوم في العام الدراسي حيث يستوعب الموضوعات التي تدرس له وفق ترتيب معين ويفهمها فهما ًمستفيداً في شرح مدرسيه الذين يبذلون جهدهم ويحضرون لتلك الموضوعات ويشبعوها توضيحاً وتفسيراً فيسهل عليه استيعابها وفهمها أولاً بأول.
وهذا الأسلوب يتخذه كثير من الطلاب الجادين والحريصين على تلك الموضوعات واستيعابها وفق ما خصص لها من حصص في كل أسبوع فبذلك تحصل المتابعة الدقيقة لتلك الموضوعات ويحرص الطالب المجتهد على سؤال مدرسيه عما خفي عليه من أمور وخفايا بتلك الموضوعات بل أن بعضاً من الطلاب يقرأ الموضوع الجديد قبل أن يحضر للمدرسة فإذا شرحه الأستاذ صار لديه لمحة عابرة عن ذلك الموضوع فيتم التوصل بين قراءة الطالب لذلك الموضوع الجديد وشرح الأستاذ له فيسهل عليه استيعابه وفهمه، وقد يجد في ثناياه ما قد يحتاج لزيادة الشرح والتوضيح فيطلب من مدرسه ذلك وتجد الاستاذ يرحب بذلك بل يسره ان يجد مثل ذلك الطالب المجد المهتم فهذا الطالب وامثاله لا يجد في الاختبارات تلك الرهبة والخوف لأنه تهيأ لها منذ أول يوم في الدراسة فسهل عليه الأمر ولم يجد الرهبة والخوف الذي يجده الطالب المهمل الذي يفاجأ بتراكم الدروس وحاجة كل منها للمذاكرة والفهم. وهذا الاستعداد لدى الطالب المجد يجعله يحصل على درجات عليا بل تمر به الاختبارات ولم يكن يبذل جهداً يذكر لأنه استعد واهتم بدروسه وفهمها وتابع مدرسيه خلال شرحهم أولاً بأول، اضافة إلى أنه يعمد إلى اختيار الأوقات المناسبة للمذاكرة كبعد صلاة الفجر حيث يأخذ قسطاً من النوم الكافي وبعد صلاة العصر في أول الليل بعد الاستعانة بالله.
يبدأ في المذاكرة لدروسه وفق الجدول المعد بحيث لا يقدم مادة على أخرى، ويتعاون مع زملائه المجتهدين ممن هم في حرصه واهتمامه للمذاكرة بعيداً عن الملهيات الأخرى. ويحذر تناول المنبهات التي تؤثر عليه وتجعله يعيش في جو غير طبيعي، ويفرغ نفسه لتلك المذاكرة وينقطع بذلك عن المشاغل الأخرى مع المحافظة على الصلوات في أوقاتها والوفاء بمتطلبات منزله وان لا يجعل همه النجاح بالدرجة الأولى بل طلب العلم ثم النجاح والحصول على الشهادة ثانياً. والابتعاد عن رفقاء السوء واختيار الصحبة الأخيار فمن يجد فيهم التعاون والمساعدة في فهم بعض الموضوعات التي يحتاج إليها.
والحضور إلى قاعات الاختبار وفق الموعد المحدد من قبل المدرسة ويحذر من ذلك التأخير لما لذلك من تأثير على نفسيته وبالتالي الاجابة على الأسئلة وهو في حالة قد لا تيسر له اختيار الاجابة الصحيحة فيكون الفشل. وأخذ متسعاً من الراحة بعد نهاية كل يوم اختبار والاستعداد لليوم التالي مع الحرص على التغذية السليمة التي يحتاجها في بناء جسمه والحذر من سوء التغذية أو الارهاق الذي يؤثر على فهمه وأدائه.
فهم السؤال أولاً
وفي لقاء مع أحد أولياء أمور الطلاب المواطن إبراهيم الدخيل المالك والذي تحدث قائلاً: مما لا شك فيه ان الاختبارات في السنوات الماضية كانت لها رهبة وخوف شديد لدى الطلاب بالاضافة إلى انك تجد استنفاراً شديداً داخل البيت في أيام الاختبار وهذا اعتقد بانه يؤثر على نتائج الطلاب ونفسياتهم وتكون النتيجة الاخفاق بعدد من المواد. ولكن اليوم تغير الوضع وأصبحت الاختبارات ليست بذلك الأمر المخيف فهناك الكثير من الأسر المتابعة لابنائها منذ انطلاقة العام الدراسي وهناك ارتباط بين البيت والمدرسة والاستفسار من قبل أولياء الأمور عن ابنائهم داخل المدرسة ومحصلتهم الدراسية.
كما أن الأسرة تلعب دوراً كبيراً في مثل هذه الأيام بعدم تخويف الأبناء بالاختبارات وعدم الضغط عليهم بالمذاكرة المتواصل التي تسبب التوتر لدى الطالب بل انهم يبسطان الموقف وهذا شيء طيب، كما انصح جميع الطلاب بعدم السهر والارهاق وكذلك عليهم بتنظيم الوقت والثقة بالنفس هذا وعلى الطلاب ان يتبعوا عدداً من الأمور المهمة منها عليك بطاعة الله سبحانه وتعالى ومعرفته في الرخاء ليعرفك بالشدة، كما يجب على الطالب اثناء الاجابة فهم السؤال جيداً وذلك لأن فهم السؤال نصف الاجابة توجه الى قاعة الاختبار وأنت مرتاح جيداً بعيداً عن التوتر والقلق وابتعد عن المنبهات مثل القهوة والشاي وخاصة مثل هذه الأيام لانها ترهق الجهاز العصبي، والبعد عن السهر المتواصل لان بذلك يؤثر على صحتك وقدرة التركيز كما يجب اعطاء النفس النوم الكافي حتى يصبح الطالب نشيطاً ويصبح في كامل قدراته في الاختبار كذلك الابتعاد نهائياً عن الغش والاعتماد على النفس وخلال الانتهاء من فترة الاختبار اليومية يجب على الطالب التوجه إلى منزله والابتعاد عن رفقاء السوء وضياع وقته لدى بعض الشباب الذين لا يقدرون للوقت أي ثمن وما يسلكه بعضهم وللأسف الشديد وخاصة مثل هذه الأيام في ممارسة التفحيط الذي ذهب من خلاله الكثير من الشباب والذي يظهر غالباً في أوقات الامتحانات.
القلق
وتحدث منيع بن سليمان الضويان فأوصى الطلاب بوضع جدول زمني خاص للاستذكار وعلى ولي الأمر تهيئة الجو المناسب داخل المنزل وكذلك يجب على المعلمين ابعاد الطلاب عن رهبة الامتحانات من نفوس تلاميذهم كما يجب توفير الامكانيات المادية داخل قاعة الاختبار من ماء وتهوية وتكييف وغيرها وبهذه الطريقة المحببة للنفس تمر الاختبارات على خير ما يرام وأبناؤنا الطلاب لا يشعرون بهذه الفترة هذا واتوجه إلى ابنائي الطلاب أثناء الاختبار وخلال البدء بالاجابة عليهم عدم التعجل بل الهدوء وكذلك قراءة الأسئلة قراءة جيدة وابدؤوا بالسؤال السهل الذي تستطيع الاجابة عليه حتى لا تتأخر ويضيع عليك وقت كبير كذلك يجب عدم الاستعجال في الانتهاء من الاجابة وتسليم الورقة ومراجعة الفقرات كلها فقرة بفقرة للتأكد من عدم نسيان شيء وان الاجابات صحيحة بإذن الله. وابتعد كل البعد عن القلق من الاختبارات فإن ذلك يؤثر ويؤدي إلى ضعف التركيز سواء أثناء الاجابة أو خلال المذاكرة، فاستعن بالله وادع لنفسك بالتوفيق.
الاستعدادات
أما الطالب فيصل محمد الخليوي فقال: بصراحة الطالب يعرف نفسه جيداً فتجد الطالب الذي قد هيأ نفسه منذ فترة للاختبارات لن يجد أي صعوبات بإذن الله في تأدية الاختبارات وتكون هذه الأيام عنده أيام عادية ليس فيها خوف أو قلق لأن الطالب قد سار على طريق صحيح في المذاكرة والاستعداد منذ فترة فأصبح كل شيء ميسراً له وكانت المتابعة والمذاكرة أول بأول قد أدت ثمارها له أيام الاختبارات. ولكن هناك بعض الطلاب وللأسف الشديد تجده عند الاختبارات يضغط على نفسه بشكل كبير فيحصل له توتر وقلق فتكون اجابته لبعض المواد الدراسية سلبية. وعبر هذا اللقاء الطيب دعواتي الى جميع الزملاء الطلاب وخلال الاختبارات بعدم التسرع في الاجابة والتفكير جيداً فإن فهم السؤال نصف الاجابة كما بجب البدء في الاجابة للسؤال الذي يراه سهلاً حتى لا يمر الوقت عليه وهو في حيرة من أمره.
|