اضيف اسم جديد لقائمة الحكام الموقوفين بعد صدور قرار اتحاد الكرة بايقاف الحكم الدولي معجب الدوسري ستة اشهر تبدأ من انطلاقة الموسم الكروي الجديد.
ومعجب هو الحكم الدولي الخامس الذي يصدر بحقه قرار الايقاف خلال المواسم الثلاثة الماضية بعد السويل والمهنا والعمز وابوزندة. ولاشك ان هذه القرارات بحق هؤلاء الذين يعتبرون من حكام الصف الأول لدى لجنة الحكام لها دلالاتها الخطيرة على مستوى التحكيم في المملكة والواقع الذي يعيشه.
فبصراحة التحكيم لدينا يعيش واقعا متأزماً ومتناقضا في نفس الوقت مع نفسه ومع القائمين عليه والمحيطين به. فقرارات الايقاف الممتتابعة لمن تعتبرهم لجنة الحكام صفوة «رجالها» تؤكد الأزمة التي يعيشها التحكيم. كما تؤكد التناقض العجيب في النظرة التقويمية للتحكيم حيث لا ينسجم موقف الاشادة بالحكام اثناء الموسم مع موقف ايقافهم عند نهايته.
وقد سبق ان تناولت في هذه الزاوية قبل فترة قضية التحكيم واشرت الى ان الازمة التي يعانيها هي من صميم ذات اللجنة التي ينطبق عليها المثل القائل «فاقد الشيء لا يعطيه» فمن كان حكما فاشلا لايمكن ان يكون رئيس او نائب رئيس ناجح او مراقب او محاضر جيد ويستفاد منه بل انه سيورث فشله للاجيال التي بعده. وأكدت ان سبيل النجاح المتاح والموثوق هو الاستعانة بخبراء تحكيم اجانب او عرب مرموقين (وليسوا على شاكلة الكندي دينو) لرسم وتنفيذ خطط تطويرية للتحكيم، ولمراقبة وتقويم اداء الحكام الحاليين الذين تتم مراقبتهم حاليا للأسف على طريقة «شد لي واقطع لك» و«راقبني اليوم واراقبك بكرة» و«عطني تسعة واعطيك عشرة». وهذه الطرق والاساليب هي ما افرز لنا المشاكل التحكيمية وجعلنا ندور موسمياً في حلقة مفرغة اسمها التحكيم ومشاكله والتي لن نخرج منها الا بقرار قوي يتجاوز الرتابة في مواجهة المشكلات والتقليدية في اتخاذ القرارات.
ولا يمكن بأي حال من الاحوال دراسة مشاكل التحكيم وبحث سبل علاجها بمعزل عن نظام المربع الذهب في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين الذي بات من اكبر العقبات في طريق تطور التحكيم بل انه يعتبر مقصلة الحكام فخلاله تتوتر الفرق ومسئوليها وتضطرب اللجنة وتبلغ الضغوط اوجها على الحكام حتى ان الفشل التحكيمي وقرارات الايقاف ارتبطت بالمربع الى درجة ان بعض الحكام اصبح يسر للقريبين منه عدم رغبته في ادارة أي مباراة في المربع ليكون بعيداً عن التوتر العصبي والضغط النفسي ولينأي بفنسه عن الاياقف في النهاية.
وهكذا نجد ان نظام االمربع الذهبي ليس فقط ضد منطق الفوز بالبطولة للافضل والاجدر طوال الدوري ولكنه اصبج عامل هدم لمسيرة التحكيم ومعوق كبير امام التطور الذي ننشده . واصبحت لجنة الحكام في نهاية كل مسوم لا تحتفل بالختام والنجاح الذي يحتفل به الجميع، ولكن تجتمع لمعالجة الاحباط والانكسار والشرخ العميق الذي اصابها بايقاف «الرجل» الذي كلفته بإداة النهائي الكبير وكانت تعتبره صفوة عملها وفخر موجودها.
|