الرقم الكبير للقتلى الذين سقطوا في العراق خلال يومين (حوالي المائة)، يؤكد مجدداً الحاجة للتعجيل بإقامة الحكومة الوطنية الانتقالية التي تمهد الطريق لانتخاب حكومة شرعية.
لقد غرق العراق مرة أخرى في حالة من الفوضى المخيفة هذه المرة، فلم تعد أعمال النهب والسرقة هي المسيطرة وحدها، بل ظهرت عمليات القتل الواسعة النطاق إلى جانب الاغتيالات الفردية وكلها مؤشرات لما هو أسوأ.
وبينما قللت التقارير الأمريكية والغربية بشكل عام قبل فترة من أهمية التكهنات التي تتحدث عن مقاومة عراقية منظمة، فقد أقر الحاكم المدني الأمريكي للعراق بول بريمر مؤخراً بوجود مثل هذه المقاومة.
والآن وقد ازدادت نقاط التوتر لتشمل مساحات جديدة من العراق، فإن الحاجة باتت ملحة لتهدئة الأوضاع من خلال خطوات عملية تتخذها القوى المحتلة باتجاه تشكيل الحكم الوطني الذي يتيح للجميع التمثيل كل حسب حجمه وتأثيره.
وفي ذات الوقت فإن استمرار المواجهات الدامية سيعمق من العلاقة المتوترة بين القوات الأمريكية والبريطانية من جانب وفئات في المجتمع العراقي.. ويعني تواتر هذه الحوادث وبالطريقة التي حدثت بها في اليومين الماضيين، أننا بصدد مرحلة جديدة للأزمة العراقية عنوانها العريض المواجهات الدامية والواسعة النطاق.
وفي العراق ما يغني عن كل ذلك، فهناك أحزاب وتنظيمات سياسية تستوعب هموم الوطن وتدرك مسؤولياتها لإنقاذ بلادها وهي قادرة من خلال أدائها اقناع القوى المختلفة أنها أهل لتولي إدارة البلاد، بالشكل الذي يوفر كل مقومات الدولة ذات السيادة والقادرة على لملمة أطراف بلاد ظلت تعصف بها المشاكل طوال عقود عديدة.
|