مثلما فجَّر جنرال الإرهاب آرييل شارون موجة العنف التي طالت الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء باقتحامه حرم المسجد الأقصى والذي فجَّر الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي لا تزال دائرة حتى الآن.
شارون هدف من اقتحام المسجد الأقصى تفجير الأوضاع الأمنية حتى يحقق أهدافه السياسية على أشلاء القتلى الإسرائيليين والفلسطينيين معاً. والحقيقة التي يعرفها الجميع أن شارون حقق هدفه السياسي، حيث صوَّت الإسرائيليون لجنرال الإرهاب ليحتل سدة الحكم في الكيان الإسرائيلي لأنه ببساطة عبَّر عن السلوك الإسرائيلي الذي يرتبط بالشخصية اليهودية التي تنهج طريق العنف تعويضاً لعقدة النقص الذي ولَّدته حقبة الاضطهاد التي طالت اليهود قبل وأثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية في أوروبا ووجد اليهود تفريغاً لهذه العقد باضطهاد وممارسة القتل ضد العرب الفلسطينيين وبمساعدة الغربيين الذين هم الآخرون يعانون من عقدة الذنب.. ليدفع الفلسطينيون الثمن.. عقدة نقص اليهود.. وعقدة الذنب الغربية.. وفي كلتا الحالتين يمثِّل شارون الأداة والنموذج للتنفيس عن العقدتين فانتخبه الإسرائيليون.. ودعمه الغربيون إلا أن كلا الفريقين بدآ يلمسان أن أفعال شارون تقودهم إلى كارثة حقيقية لا تقتصر آثارها المدمرة على الفلسطينيين فحسب، بل تطول الإسرائيليين الذين أخذ قتلاهم يتساقطون بالعشرات والذين أصبحوا أهدافاً مشروعة لعمليات الرد من قبل رجال المقاومة الفلسطينيين والذين هم الآخرون مهددون بالإبادة والتصفية الجسدية بعد زيادة تهديدات الإرهابيين الذين تضعهم حكومة شارون.
منذ بدء شهر حزيران/ يونيو حتى الآن قتل مئة إنسان سواء من الفلسطينيين أو الإسرائيليين ومع أن أعداد القتلى الفلسطينيين هم الأكثر كالعادة إلا أن الإسرائيليين لا يقلون عنهم، فقد وصل عدد قتلاهم ستة وعشرين شخصاً سبعة عشر منهم سقطوا في عملية القدس الغربية الأخيرة، بالإضافة إلى اصطياد بعض منهم في أماكن متفرِّقة من فلسطين المحتلة.
هذه الخسائر التي يتوقع أن تتصاعد في الأيام القادمة دفعت الإسرائيليين قبل غيرهم إلى الخوف والقلق من المصير الذي يقودهم إليه شارون وهذا ما دعا أكثر من 65% من الإسرائيليين لمطالبة حكومتهم بتطبيق خطة الطريق ووقف عمليات الاغتيالات التي تقوم بها ضد الفلسطينيين.
وجاءت مطالبة الإسرائيليين هذه في أحدث استطلاع قامت به المعاهد المتخصصة في الكيان الإسرائيلي لصالح إحدى الصحف هناك.. ولكن عتاة الإرهاب الذين تضمهم حكومة شارون يعارضون هذه المطالب الشعبية، حيث تعهد أكثر من وزير في الحكومة الإسرائيلية باستمرار ما يسمونه بالحرب على حماس بلا هوادة.
كما أن هذه الحكومة ترفض وبشدة كل المقترحات التي تقدم لها لوقف التدهور الذي تسبب فيه شارون نفسه بإعطائه الأوامر باغتيال السياسي الفلسطيني الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي، وآخر هذه الاقتراحات التي رفضتها إسرائيل اقتراح السيد كوفي عنان إرسال قوات لحفظ السلام في فلسطين المحتلة.
هدف حكومة الإرهابيين في إسرائيل من تصعيد العدوان على الفلسطينيين ورفض اقتراحات وقف حمامات الدم في فلسطين هو قطع الطريق على مسيرة السلام التي انتعشت بعد تدخل الرئيس بوش.. فاغتالها شارون لتحقيق أهدافه وأطماعه التوسعية.. على حساب دماء الإسرائيليين والفلسطينيين.
|