* طهران واشنطن الوكالات:
عادت الحياة الطبيعية إلى شوارع طهران أمس السبت بعد ليلة شهدت أعمال عنف متفرقة فيما نظم مؤيدون للنظام بعضهم يحمل أسلحة نارية دوريات حراسة في رسالة قوية إلى المحتجين المؤيدين للديمقراطية.
وفي ذروة حركة المرور الصباحية في بداية أيام الأسبوع لم تظهر أي علامة على انتشار أفراد الميليشيات المتشددة الذين هاجموا المحتجين دون رادع أو خوف من حساب قبل ساعات وأخرجوا النساء من سياراتهم وضربوا الشبان بالسلاسل الحديدية.
وكانت أعمال العنف التي اندلعت في الساعات الأولى من صباح السبت رغم أنها قاصرة على منطقة صغيرة في العاصمة الأكثر خطورة منذ أن تفجرت المظاهرات التي أيدتها الولايات المتحدة قبل أربعة أيام.
وقال دبلوماسيون إن دوريات الحراسة الصارمة التي نظمها أفراد ميليشيات لا يرتدون زيا موحدا وموالون بشدة للزعماء المحافظين ربما كانت تهدف إلى ترهيب المحتجين.
وقال دبلوماسي في طهران «إنهم يريدون إرسال رسالة واضحة بأن الاحتجاجات عبرت الخط الذي يمكن التسامح عنه».
واتهم الزعماء المحافظون الولايات المتحدة بإثارة الاضطرابات في إيران، وقال المرشد الإيراني علي خامنئي الذي له الكلمة الأخيرة في شؤون الدولة الأسبوع الماضي أن السلطات لن تظهر رحمة مع «مرتزقة العدو».
وفي الساعات الأولى من صباح أمس السبت شاهد مراسل رويترز أكثر من 100 من أفراد الميليشيات الذين يشاركون في دوريات الحراسة وهم ينقضون على مجموعة تضم عشرات الشبان الذين يرددون عبارة «الموت لخامنئي» فيما كانوا يلتفون حول نار أشعلوها في طريق جانبي على مقربة من الجامعة.
وقال مراسل رويترز «سمعت ثلاث طلقات رصاص تلتها مجموعة طلقات من سلاح آلي لكنني لم أتمكن من رؤية المكان الصادرة منه أو المكان التي وجهت إليه».
وشاهد مراسل آخر لرويترز رأيت شابا غطت الدماء وجهه أثناء اقتياده بعيدا مقيد اليدين، ووقفت حافلة صغيرة في شارع قريب مليئة بالإيرانيين الذين اعتقلهم رجال الميليشيات.
وفي مناخ ساده التوتر في وسط طهران تولى أفراد من الميليشيات ربما من قوات البسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني حراسة نقاط تفتيش وفحصوا بعناية عربات تحيط بمباني الجامعة.
ووقف رجال الشرطة عاجزين عن التصرف فيما يبدو فيما انقض أفراد الميليشيات على ركاب الدراجات النارية وهم يلوحون ضدهم بالهراوات والسلاسل الحديدية.ومدينة الطلبة هي الموقع الرئيسي الذي يشهد أسوأ احتجاج ضد الحكومة منذ شهور والذي بدأ مساء يوم الاربعاء، ومصدر الأنباء الوحيد في الموقع هو وكالة أنباء الطلبة الإيرانية التي وصفت الوضع في المنطقة بأنه هادئ ولكنه متوتر.
وقالت الوكالة في وقت سابق إن الطلبة اجتمعوا مع مسؤولي الجامعة ووزارة الداخلية في مباحثات مطولة انتهت إلى اتفاق يدعو رجال الشرطة إلى حماية مقر مدينة الطلبة من تسلل عناصر المليشيات المؤيدة للحكومة.
وحمل الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رافسنجاني يوم الجمعة الولايات المتحدة مسؤولية التحريض على الاحتجاجات، ودعا رفسنجاني في خطبة الجمعة في طهران شباب الأمة بالحذر من الانخداع بالمؤامرات الأمريكية الأخيرة.ووصف رفسنجاني المحتجين بأنهم عناصر معادية للثورة ترعاهم الولايات المتحدة، وكان رفسنجاني يشير إلى تعليقات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ريشارد باوتشر يوم الخميس في واشنطن والتي أشاد فيها بالاضطرابات وأعرب عن شعوره بالقلق إزاء اعتقال بعض المتظاهرين.
|