أرى كبدي تسير أمام عيني
وقلبي طائر وله رفيف
ويلفح مهجتي حر وقر
فأجوائي تكيفها رفيف
أسر بقربها فتزيد أنسا
شغوف في مؤانستي عطوف
فَطوْراً في شعاب الأرض أخطو
وأطوارا على زحل أنيف
تسير مشاعري من حيث سارت
أطوف مدارها أنى تطوف
إذا مرضت مرضت بدون داء
فهل ما حل بي مرض مخيف؟
وإن تفرح فذلك يوم عيدي
ولي من حزنها دمع وكيف
وإن تغضب أثور ولست أدري
فهل ما حاق بي خطب عنيف؟
ولو خَدشٌ بأنملها صغير
صداه يخافقي جرح نزيف
فلم أعهد قراري فيه ضعف
أما إن المحب هو الضعيف
فما أنت بنيتي غيرُ ذاتي
وذاتي أنتِ يا روح شفيف
تطوف مشاعري حلم الصبايا
ويشغلني مصيرك والصروف
وأحلم أن أراك ببيت عز
يصون عفافه رجل عفيف
فسبحان الذي ولاك قلبي
ولي منه التألم والوجيف
وسبحان الذي سواك خلقا
وأخلاقا هي الطبع الأليف
وسبحان الذي أعطاك لطفا
وظرفا زانه عقل حصيف
وسبحان الذي جمع السجايا
وجملها بذاتك يا رفيف
أيا حبي وعطري لا تراعي
حنان أبوتي ظل وريف
وعين الله تكلؤنا بلطف
فهل من ملجيء إلا اللطيف؟
|
«أبو قصي»
إبراهيم عبدالله التركي
(*) رفيف: ابنة الشاعر.. والقصيدة بمناسبة حصولها على درجة البكالوريوس من جامعة الملك سعود بتقدير (ممتاز) والترتيب (الأول) على الخريجات.
|