Sunday 15th june,2003 11217العدد الأحد 15 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ولدت منذ شهرين.. عملاقة.. متميزة.. محترفة ولدت منذ شهرين.. عملاقة.. متميزة.. محترفة
قناة العربية.. شمولية التغطية وبداية لإستراتيجية إعلامية جديدة

  توفيق الخليفة (*)
تحتل قنوات التلفزة الفضائية منذ انتشار الأقمار الاصطناعية طليعة وسائل الاتصال الجماهيري لما يميزها عن غيرها من الوسائل الأخرى من جاذبية الصورة والصوت والمؤثرات إضافة إلى نقلها للحدث ساعة وقوعه كل هذا جعل قنوات التلفزة الفضائية تحتل مكانا مرموقا وأخذت بعد ذلك تتنوع مابين هذه وتلك وتخصصت بعضها في الأخبار وأخرى في المنوعات وثالثة للطفل وهكذا.
وبالرغم من ان العالم العربي كان يتلقى الأخبار والمعلومات من قنوات أجنبية وغربية حتى وقت قريب مثل BBC, CNN إلا انه استطاع بفضل جهود العديد من الإعلاميين العرب المميزين ان يؤسس قاعدة صلبة للعمل الإعلامي وان يحقق ذاته في ذلك بدليل ان العالم الغربي في الآونة الأخيرة أخذ يتلقى معلوماته من فضاءات عربية وأخذ ينقل منها نقلاً حياً ومباشراً وهذه شهادة نجاح في صدر قنواتنا العربية التي أخذت تضاهي العالمية. وما يميزها أولاً هي وسائل إعلامية عربية تتوجه إلى المشاهد العربي في الدرجة الأولى ودورها مخاطبة العقل العربي وأيضاً الدفاع عن قضاياه وهي تعمل من وعي عربي عارف بخفايا العالم العربي واسراره.
خير مثال
وخير مثال قناة العربية الأخت الشقيقة لقناة MBC التي تبث من دبي عبر تلفزيون الشرق الأوسط والتي أثبتت وجودها في الساحة الإعلامية العربية والعالمية كقناة متخصصة في مجال الأخبار والتحليل السياسي بالرغم من مرور شهرين فقط على انطلاقها فقد دخلت قناة العربية اختباراً عصيباً حين اندلعت حرب الخليج الثالثة فكان لها وجودها المميز وفرضت أسلوباً خاصاً بها واحتلت مكانة اعلامية مميزة على الخارطة الإعلامية الفضائية واستطاعت ان تسرق الميدان الإعلامي من المحطات الغربية ومن CNN بالذات ونجحت عبر موفديها في كافة العواصم العربية والعالمية وفي مناطق القتال الرئيسية في الموصل وبغداد ومدن أخرى في تقديم خدمة اخبارية سريعة ومميزة لمشاهديها من زاوية أقرب إلى المنظور العربي.
وقد أظهرت شمولية التغطية من العواصم العربية والأوروبية الشيء الذي أجبر العديد من المحطات الأوروبية الرئيسية إلى الاتجاه نحو نقل التقارير المصورة لسير المعارك عن قناة العربية التي تميزت بجودة الصورة إضافة إلى حرفية مصوريها العالية في التقاط تغطية صورية من زاوية تحتاج إلى كشف إعلامي وهذا ما تميزت به تغطية قناة العربية في حرب الخليج الثالثة اي بعد مرور شهرين فقط على بدء انطلاقها.
جاءت حرب الخليج الثالثة لتؤكد ان قناة العربية ولدت لتبقى وانها متكاملة تماما وجاهزة كما يجب لتغطية الحدث ساعة وقوعه وإن انطلاقتها كانت بعد تجهيزات وتحضيرات استمرت لسنوات عديدة اختير من خلالها أميز الإعلاميين العرب من معدين للأخبار ومترجمين ومحللين سياسيين ومذيعين وطاقم فني متكامل ومؤهل لمهامه الصعبة إضافة إلى العديد من المكاتب والمراسلين في كافة العواصم العربية والعالمية والمناطق الملتهبة بالأحداث واستطاع فريق قناة العربية ان يكون عند حسن ظن المشاهد العربي في قناة وليدة حملت اسمه.
آل ابراهيم وامبراطوريته
وأهم ما يميز قناة العربية أنها تأسست على أيد خبيرة ومتمكنة فالشيخ وليد آل ابراهيم يعد علماً في هذا المضمار وله تاريخ ناصع في الإعلام العربي والعالمي وخبرته الطويلة في تلفزيون MBC أهلته بجدارة ان يضع حجر الأساس لمدرسة إعلامية فريدة وضع مبادئها بحرفية عالية ودراسة علمية وعملية لواقع الإعلام العربي لتصبح من أعرق المدارس الإعلامية في العالم أجمع وهذا ما يؤكده المراقبون الذين ظلوا لسنوات خلت يؤكدون على ضرورة توافر رسالة إعلامية عربية واضحة لأن العديد من المحطات والفضائيات وقعت ضحية فريسة «بروباغندا» أجنبية.
إمكانية مادية تفوق الواقع
قناة العربية وفرت من الإمكانيات المالية لنجاح العمل مايفوق الواقع فجاءت مقدراتها متكاملة هذا إضافة إلى وجود إدارة منتقاة وأتاحت كذلك فرصة ظهور جيل جديد من المفكرين والمحللين أكثر موضوعية ومصداقية لاضفاء عمق مقبول على التغطية الإخبارية.
الموضوعية والحياد
قناة العربية هي الفضائية العربية العالمية الصاعدة بهدوء وثبات وعزم وهي حتى الآن نجحت في فرض نفسها رويداً رويداً مع حرصها على إعطاء الأولوية للاحتراف والموضوعية والحياد وهي تخضع أكثر من غيرها من الفضائيات العالمية لتحليل مضمون وقراءة معمقة لأسلوبها الإعلامي وتغطيتها الإعلامية وبراعة قناة العربية تظل بالطبع في مستوى مهنية مراسليها والإمكانيات الموضوعة بتصرفهم فهي التي أهلتهم إلى ان يكونوا من أميز مايكون.
تميز وانفراد
لا مجال للمقارنة
فالعربية تفوقت
وصف بعض المحللين والمراقبين الاعلاميين ضراوة التنافس الشرس ما بين قناة العربية وقناة الجزيرة باعتبارها قناة لها تاريخ طويل في المجال الإعلامي الإخباري على وجه الخصوص واعتبر بعضهم ان قناة العربية تقع في دائرة التنافس المباشر مع قناة الجزيرة إلا أنهم من أول يوم لانطلاق قناة العربية أكدوا بأنه لا يوجد أي وجه شبه بين القناتين فالعربية تختلف فكريا وموضوعيا عن قناة الجزيرة هذا إضافة إلى الاختلاف الواضح في تناول الموضوعات وطرق تحليلها ومصداقيتها في طرح ومناقشة القضايا إضافة إلى تركيزها على نقل الأحداث إلى المشاهد بأدق تفاصيلها بعيداً عن المحاباة والتحيز هذا إلى جانب مهرها بعدد من التحاليل السياسية للأخبار عبر سياسيين ومحللين ومراسلين أكفاء يبحثون عن الحقيقة واستبعد الكثير من المحللين والمتابعين ان تكون هناك مقارنة أو تنافس بين قناة الجزيرة وقناة العربية وهذا ما بدا واضحا منذ انطلاق قناة العربية.
الحرية والاحترام شعارها
وإذا كانت حرية الإعلام هي المحك الأول لدى جميع الفضائيات ووسائل الاعلام المتواجدة في العالم أجمع فثمة مؤشرات بأن واجب الالتزام العربي الذي ينبع من وضع العرب كأمة واحدة لايمكن ان تتجزأ قد يكون هو المحك الرئيسي في المرحلة المقبلة وهذا ما عملت عليه قناة العربية وهذا ما يميزها فهي قناة عربية أصيلة استطاعت ان توفق مابين حرية الإعلام واحترام الشعوب والحكومات ومتابعة الخبر وهذا لايمكن ان يحدث بسهولة لولا خبرة القائمين عليها فالحرية الإعلامية لا تعني «الفوضى» إنما تعني البحث عن الحقيقة وتمليك المشاهد العربي للحقيقة كاملة إضافة إلى الرأي الآخر وتحليل الأحداث وطرح كافة القضايا على طاولة النقاش دون تحيز أو انفعال أو محسوبية لذا فهي تدخل كافة الدول العربية ولا تحارب من أحد بل على العكس تجد الترحاب والتقدير وخير مثال لذلك ما حدث في حرب الخليج الثالثة حيث تميزت قناة العربية بحسها الوطني وعكست بالفعل موقفا عربيا عاما وجماهيريا لم يقتنع منذ البداية بذرائع وتبريرات هذا الغزو وخلال أيام قليلة نجحت بنسبة متفاوتة في تكريس خصوصيتها وتميزها واستخدام معارفها الميدانية والتزاماتها القومية مع الجماهير وتطلعاتها في التصدي للمعركة الدعائية الأمريكية- البريطانية وفضحها .
كشف الحقيقة والتركيز على قضايانا
من يراقب جيداً الوضع الإعلامي العربي يستشف من قناة العربية بداية تنفيذ استراتيجية إخبارية جديدة في ظل تزايد كبير للضغوط النفسية وغير النفسية على واقع وأدوار الفضائيات العربية في هذا الوقت والمرحلة المقبلة سواء بسبب عدم توافر الإمكانات اللازمة ولمحدودية التواجد والخبرات أو لأسباب سياسية قد تستدعي حسابات جديدة لنجد قناة العربية منحازة تماما لكشف الحقيقة وتسليط الضوء على كافة قضايا الوطن العربي ومناقشتها ودراستها بكل مصداقية وهذه المصداقية هي ما تميز قناة العربية عن غيرها وتجعل لها روحا مختلفة يلتف حولها المشاهد العربي وهو على يقين بأنها تقوم بدورها كاملا.
وأخيراً
فإن هذا التحول في مسار التغطية الإخبارية الإعلامية الفضائية الذي تحقق في وقت قصير يؤكد امتلاك العرب لسلاح إعلامي خطير وشامل وواسع الانتشار مما يجعله قادرا على نقل وجهات النظر العربية بصورة أشمل إلى مختلف أنحاء العالم ووجود قناة إخبارية كالعربية في الساحة الإعلامية العربية لهو دليل نجاح العرب في امتلاك هذا السلاح الخطير.

(*) إعلامي سعودي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved