|
|
تخيل ان (س) من الأنظمة التعليمية قد ألهم رشده فاختار قياداته التربوية بموضوعية عالية ووضعها في مواقعها الصحيحة، واختار المعلمين وأعدهم طبقا لمعايير تربوية راقية وهيأ لهم فرص التدريب التي ترفع من درجة تمكنهم المهني، وأحسن اختيار وتنفيذ المناهج التي تلائم مستوى نضج الطلاب وتنمي لديهم مهارات التفكير والابداع وتعدهم لمواجهة مستجدات حياتهم، وتجاوز الاعتماد على العمل الفردي والانطباعات الشخصية إلى العمل المؤسسي المبني على رؤى الخبراء ونتائج البحوث. أقول، تخيل أن هذا كله قد تحقق، ما الذي سيتغير في المجتمع؟.سينعم المجتمع عندئذ بجيل مفكر مبدع قادر على تقديم انجازات تسجل باسم الوطن، وسيصبح العمل المجود والمتقن هو أهم معايير المجتمع عندما يحكم على أهلية أفراده، وسيجد الناس مساحة كافية من الحرية ليبدعوا، وسيجد كل فرد فيهم احتراماً صادقاً لكرامته ومشاعره، وستختفي الأساطير والخرافات التي تشد المجتمع للخلف، وسيحترم الجميع القانون العام ويحتكمون إليه بالتساوي، وسيعرف الناس ما عليهم وينفذوه وما لهم ويطالبون به، وسيعرف الناس قنوات التغيير النظامية ويلتزمون بها منهجاً، وسيتحاور الناس باحترام متبادل وبلغة راقية واضحة مفهومة، ولن تصبح المكانة الاجتماعية مبرراً لحصول الفرد على فرص لا يستحقها. يا الهي، أيصنع التعليم كل هذا؟ |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |