* عمان - صلاح الحسن - خاص:
اختتمت في العاصمة الأردنية عمان ندوة «الاعلام الأمني المشاكل والحلول» حيث جاءت التوصيات لتركز على الالتزام بالمصداقية وتأكيد الشفافية في وسائل الاعلام الأمني وزيادة التعاون والتفاعل مع وسائل الاعلام المختلفة لدعم التحصين الاجتماعي وإعداد دورة تدريبية للعاملين في أجهزة الاعلام الأمني العربي للرفع من الحس الاعلامي وكيفية التعامل مع وسائل الاعلام واجراء دراسات متخصصة في هذا الحقل والتأكيد على أهمية الاستراتيجية الاعلامية الأمنية وتطويرها. وعلى جانب أعمال الندوة قال العميد الركن خالد أرشيد مرشود نائب رئيس جامعة مؤتة للشؤون العسكرية ل«الجزيرة»: يسرني أن أرحب بكم في رحاب جامعة مؤتة وان أنقل لكم تحيات معالي رئيس الجامعة الدكتور عيد الدحيان.. هذه الندوة هي ثمرة تعاون بين الجامعة وأكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية التي أخذت على عاتقها دعم الأنشطة العلمية والأمنية وقد قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال بفضل من الله ثم بدعم ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية الذي أولى الأكاديمية كل رعاية واهتمام حتى وصلت الى هذا المستوى الرفيع والمتميز في عالمنا العربي وغدت من أنجح المعاهد العلمية العربية وما كانت لتصل الى هذا المستوى لولا متابعة القائمين عليها واعطاء جل جهدهم لبرامجها وأنشطتها وقد جاءت هذه الندوة في هذا الوقت بالذات لما يشهده العالم من اختلالات أمنية ونحن في الأردن وعت قيادتنا الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين هذا الأمر وأولت القضايا الأمنية كل اهتمامها ودعمت هذا الاتجاه.
اتفاقية مكافحة الإرهاب
ومن جانبه أشار الأستاذ الدكتور العميد فضل حسن ظاهر من وزارة الداخلية في الجمهورية اللبنانية مساعد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب سابقاً الى القرارات المهمة التي صدرت عن اجتماع لجان مجلسي وزراء الداخلية والاعلام العرب التي عقدت في تونس مؤخراً التي تصلح أساساً لتحول نوعي في مقاربة الاعلام العربي للشأن الأمني تحت شعار «التكامل في الأداء والاشتراك في المسؤولية» على النحو الذي عبّر عنه أصحاب السمو والمعالي الوزراء في الدول العربية وكشف العميد ظاهر ضعف الاعلام العربي بشكل عام وغيابه عن خارطة التواصل الدولي «ولو عن حسن نية» ودلل على ذلك بتجربة التعاطي الاعلامي العربي مع الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب، وعندما حصلت أحداث 11 سبتمبر استنكرها العالم بأسره بما في ذلك العالم العربي وقد عملت الدعاية الصهيونية والأمريكية المتصهينة على استغلال الوقع الكبير وراح الاعلام العربي ينقل أجواء هذا الشحن وكأن العالم بأسره والعالم العربي تحديداً يسمع بمصطلح الارهاب لأول مرة وقد فات على الكثيرين ان العرب هم أول ضحايا الارهاب على امتداد سنوات طويلة من تاريخهم وأنهم أول من دعا الى عقد مؤتمر دولي حول موضوع الارهاب وان دعواتهم هذه كانت تهمل لأسباب سياسية ظاهرة خدمة لمصالح اسرائيل.
والدول العربية هي أول من تداعى لوضع اتفاقية عربية لمكافحة الارهاب التي تم التوصل اليها نتيجة جهد مشترك من مجلس وزراء الداخلية والعدل العرب بحيث شكلت عن حق خطوة نوعية مهمة في مجال العمل العربي المشترك ووضع آلية تنفيذية واجرائية متعلقة بها وتم ترجمة هذه الاتفاقية بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير داخلية المملكة العربية السعودية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس اللجنة الوزارية المصغرة في مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب وأنجزت الترجمة باللغتين الفرنسية والانجليزية ولم يعلم بالاتفاقية سوى عدد قليل. ودعا ظاهر الى ضرورة بناء علاقات سليمة بين أطراف التواصل الفكري على المستويين المحلي والعالمي والتأكيد على الشراكة المتوازنة بين مؤسسات الضبط الاجتماعي والمواطنين والمجتمع الأهلي المدني ورجال الأمن.
توعية الأجهزة الأمنية
وأكد عميد مركز الدراسات والبحوث بأكاديمية نايف العربية د. علي بن فايز الجحني في ورقة البحث المقدمة بعنوان «آفاق الاعلام الأمني» على أهمية الاعلام الأمني في التأثير وتشكيل الوعي والميول والاتجاهات والوقاية من الجريمة والانحراف في وقت يتعرض فيه المجتمع العربي الى تأثير واسع من الاعلام الخارجي وأهمية تضافر الجهود والتناغم التكاملي بين الأجهزة الأمنية ووسائل الاعلام الأخرى والمسؤولية تضامين مشتركة لجميع المجتمعات العربية والتركيز على التوعية الداخلية لأجهزة الأمن.
الإعلاميون والصعوبات الأمنية
واستعرض العميد الدكتور بركة بن زامل الحوشان من كلية الملك فهد الأمنية بالرياض نتائج الدراسة التي قام بها على مسؤولي الاعلام بالأجهزة الأمنية في دول الخليج العربية العام الماضي «1423هـ» واتضح له ان 60% من مسؤولي الاعلام يرون ان المعالجة الصحفية لموضوعات الاعلام الأمني ضعيفة والاجماع على أهمية تناول الصحافة لموضوعات الاعلام الزمني وان 50% من مسؤولي الاعلام بالأجهزة الأمنية يعانون من تدخل الصحافة في موضوعات الاعلام الأمني بشكل غير مرغوب فيه وأبدى 83% منهم ان الصحافة لها أضرار على الشباب أما الصعوبات التي تواجه الصحيفة في معالجة موضوعات الاعلام الأمني فقد اتضح ان 84% من الاعلاميين يرون ان هناك صعوبات تواجههم عند معالجة موضوعات الاعلام الأمني. وأكد الحوشان على اقبال الجمهور على موضوعات الاعلام الأمني بدرجة عالية وتطلعهم الى زيادة النشر ورهن ذلك بالقائم بالاتصال في الأجهزة الأمنية والقيود التي تعوق العملية الاتصالية بالرغم من حرص الأجهزة الأمنية لتنمية الوعي الأمني لدى الجمهور وفقا لما يحقق مصلحة المجتمع وان النظام «البيروقراطي» الذي تتعامل بموجبه ادارات الاعلام الأمني يسبب تأخر النشر في الموضوعات التي تتطلب الآنية والسرعة.
أوراق الندوة
وشملت الندوة استعراض ومناقشة مجموعة من الأوراق العلمية التالية: الاعلام الأمني والعلاقات العامة في مجال الشرط للأستاذ الدكتور علي سعيد عجوة من جامعة القاهرة، والاعلام الأمني في عصر المعلومات للدكتور ذياب البدانية من جامعة مؤتة، والاعلام الأمني وقت الأزمات للعميد المتقاعد أحمد العمران من الأردن، ونحو استراتيجية اعلامية للدكتور معز مسعود من تونس والأساليب النفسية في الاعلام الأمني للدكتور حسين الشرمة من جامعة مؤتة وقراءات تقارير الوفود التي قدمت من وفد الامارات العربية المتحدة ووفد جمهورية السودان. وقد اتفق الجميع على أهمية الشفافية والمصداقية بشرط عدم تأثيرها في الحدث الأمني وضرورة فتح قنوات الاتصال السريع بين غرف العمليات الأمنية وأجهزة الاعلام المختلفة والتأكيد على الأداء المتميز للعمل الاعلامي والأمني.
وفد المملكة
جاءت مشاركة المملكة العربية السعودية كأكبر مشاركة في هذه الندوة شملت عدداً من الأجهزة الأمنية والاعلامية ترأس الوفد سعادة الأستاذ عبدالعزيز بن محمد الهزاني من وزارة الداخلية وعضوية كل من د. عقيل القين من وزارة الاعلام والعقيد أحمد آل جليان من شرطة المنطقة الشرقية وأ. أحمد بن عبدالله المطلق من العلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية وأ. عصام الحربي من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أ. صلاح الحسن من هيئة التحقيق والادعاء العام.
النقيب سعد الدوسري والنقيب محمد البكري من الأمن العام والنقيب أحمد الودعاني من شرطة جازان وم. محمد الدهام وم. سعيد الزهراني من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
وقد قدم المشرف العلمي على الندوة د. ذياب البدانية عميد كلية الدراسات العليا في جامعة مؤتة درع الجامعة لسعادة رئيس الوفد السعودي أ. عبدالعزيز بن محمد الهزاني.
أجواء ومناقشات الندوة
جاءت أبرز مداخلات الأوراق العلمية بالتأكيد على وجوب ايجاد آليات لمتابعة تطبيق قرارات مجالس وزراء الداخلية والاعلام العرب وزيادة التواصل بين الاعلاميين ورجال الأمن وأهمية وجود قاعدة معلومات اعلامية للوطن العربي والاشارة الى الدور الريادي الذي تقوم به الأكاديمية كصرح عربي رائد لمعالجة قضايا الاعلام العربي.
وشهدت الندوة أجواء من التفاهم والتكامل بين وفود الدول العربية ونقل التجارب وظهر جلياً التوجه الصادق لتفعيل توصيات الندوة ومما زاد في التواصل الثقافي والشخصي البرنامج المعد من العلاقات العامة بجامعة مؤتة لزيارة المعالم التاريخية في محافظة الكرك وقلعة الكرك الشهيرة ومنطقة البحر الميت وشركة البوتاس العربية وزيارة مديرية الأمن العام واستعراض السياسة الاعلامية للمديرية.
ومما زاد التفاعل والحيوية متابعة حادث احتراق صهريج نقل الوقود الذي وقع في منطقة رأس العين بالعاصمة عمان صباح الأربعاء الماضي.
وبقي ان نشير الى كفاءة التنظيم والتنسيق الذي قامت به أكاديمية نايف العربية ممثلة بالدكتور علي الجحني والدكتور عبدالكريم بن عبدالحميد أصغر رئيس قسم الندوات واللقاءات العلمية بالأكاديمية والقدرة على اظهار الدور الرائد للجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية التي يترأسها أ. الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي.
|