قبل فترة وجيزة قرأت مقالة بسيطة في سطورها كبيرة في معانيها وهي للصحفي الرياضي الأستاذ خالد الدوس عبر زاوية روزنامة بجريدة «الجزيرة» الغراء حيث تحدث في هذه المقالة عن أوضاع لاعب نادي الهلال الكبير وقائده الشهير مبارك عبدالكريم هذا اللاعب الذي أعتقد جازماً بأن من عاصر حقبة الثمانينيات الهجرية الرياضية لا ينساه اطلاقاً فقد أحرز الهلال أول بطولة في تاريخ كأس الملك عام «1381هـ» بقيادة هذا اللاعب والذي أطلق عليه لقب الأسطورة لما يملكه من مهارة «وحرفنة» في اللعب كما أنه هداف متمكن ثم توالت الانتصارات لنادي الهلال بقيادته في عدة مناسبات رياضية ولعل أبرزها فوز الأزرق بكأسي الملك وولي العهد عام 1384هـ كأول فريق محلي يحقق هذا اللقب الفريد من نوعه.
ويعتبر مبارك عبدالكريم أول لاعب في الأندية السعودية يقدم مساعدة مالية لناديه فبعد ابتعاد رئيسه ومؤسسه عبدالرحمن بن سعيد لظروف سفره للمنطقة الغربية وتزامن ذلك مع استحداث فترة حرة تسمح للاعب الانتقال إلى أي ناد يريد دون ضوابط أو قيود، وقامت بعض الأندية في المنطقة الغربية بمفاوضة أبرز نجوم الهلال بما فيهم مبارك عبدالكريم الذي عرض عليه شيك مفتوح لقاء انتقاله ولكنه رفض ذلك من أجل الهلال في الوقت الذي ضرب فيه أروع الأمثلة في التضحية والاخلاص عندما قام ببيع منجرة كان يمتلكها بالصناعية وقام بتوزيع ثمنها على هؤلاء النجوم ونجح في ابقائهم بناديهم، وقتها كان مبارك لا يعمل ولم يكن هناك احتراف كما في وقتنا الحاضر وكانت المنجرة هي التي تدر عليه دخلاً بسيطاً، أعود لمقال الأستاذ خالد والذي يطالب النادي بتحسين وضع مبارك وما يمر به الآن من ظروف حياتية صعبة حيث لا يعمل ولم يتزوج وقد أوقف راتبه الذي كان يستلمه من النادي بعد استقالة إدارة الأمير سعود بن تركي وكان على الأقل يفترض أن تشعر الإدارة السابقة الإدارة الحالية باستمرار صرف الراتب لهذا اللاعب.
أعرف مبارك كصديق وزميل رياضي وهو عفيف وخجول ولا يطلب وصعب جداً أن تكون نهايته بهذا الشكل متأكد بأن هناك رجالا في نادي الهلال وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز رئيس أعضاء شرف النادي وغيره من الذين لهم مواقف مشهود لها تجاه هذا الكيان الشامخ بانجازاته وتاريخه المرصع بالذهب والذي يعشقه معظم الرياضيين بالمملكة لن يتأخروا للحظة في مد يد العون لهذا اللاعب ومساعدته في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وذلك تكريماً وعرفاناً لما قدمه لفريقه من تضحيات عديدة وخدمات جسيمة.
أخي مبارك ثق بأنك لن تكون وحدك فسوف يبادر ناديك إلى معالجة وضعك ويشفع لك بذلك ماضيك الرياضي الحافل بالبطولات والانتصارات الجميلة فعشاق هلال الثمانينيات لن ينسوا المقولة الشهيرة «شق الفنيلة يا مبارك»!! والسلام عند الختام.
(*) المدافع الدولي «سابقاً» بنادي الرياض
|