قرأت من ضمن ما قرأت خلال الاسبوع الماضي ما يؤكد قيام أحد منسوبي الصحافة الرياضية، وفي معرض اختلافه في الميول وفي وجهات النظر كطرف مع غالبية الزملاء في أكثر من صحيفة وموقع كطرف آخر حددهم في قضية افتعلها مثل الكثير من القضايا المماثلة، والتي تخصص النادي الذي ينتمي إليه في افتعالها وإثارتها بين الحين والآخر كعلامة مميزة وغير حميدة (؟!).
** المهم: قرأت فيما قرأت بأن المذكور ومن فرط الفلتان ومن خلال واحدة من المعلقات التي تطالعنا بين الفينة والأخرى عبر الصحافة الرياضية.. قد تعمد اطلاق «اللعنة» على كل من خالفه الرأي.. أو اختلف معه في قناعاته الميولية (؟!!).
** وبما ان «اللعن» والعياذ بالله هو الطرد والإبعاد من رحمة الله.. لذلك كان السلف الصالح ومن سار على نهجهم وإلى يوم القيامة إن شاء الله أكثر حذراً وخشية من الوقوع في مغبة تداول أو تعاطي مثل هذا النوع من المنكرات حتى في خصوماتهم، ناهيك عن مثل السهولة والبساطة والمناسبة التي وفرها ذلكم «اللعّان» لقلمه ولسانه وقلبه لكي يلقيها هكذا مع سبق الإصرار والتعمد ودون أي مبالاة أو اكتراث، أو حتى خوف من الله او من عقاب بحق مجموعة مسلمة تشهد ان لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله (؟!!).
** ففي رواية صحيحة «أن امرأة كانت في معيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمن مجموعة من الصحابة رضوان الله عليهم وفيما كانت المرأة تحاول اخضاع ناقتها استعصت وتمردت فاطلقت عليها اللعنة.. وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما حدث فأمر المرأة باخلاء سبيل الناقة نهائياً وقال لا ترافقنا، أو لا تصاحبنا ناقة ملعونة» أو هكذا قال.
** ومن ضمن ما أعلمه ان عقاب اطلاق اللعنة على المسلم يتمثل ب «الجلد» في أدنى حدوده العقابية الدنيوية الشرعية.
** لذلك أتعجب من اكتفاء عدد قليل من الزملاء بمجرد ترديد عبارات المعاتبة فقط، والتزام السواد الأعظم منهم جانب الصمت، وكأن الأمر لايعني لهم شيئاً (!!!).
وأتعجب أكثر كونه لم يصدر عن الجهات المعنية على حد علمي ما يشير من قريب أو بعيد إلى النية بالأخذ على يد ذلك الصفيق.. ومعاقبته بما يوازي فعلته بما لايقل عن الشطب النهائي وحرمانه من مزاولة أي عمل صحافي مستقبلاً.. وليكون عبرة لغيره.. وحتى لا يستمرئ السفهاء والجهلة ممارسة مثل تلك الأنواع من العبث والانحطاط الأخلاقي والقيمي، لمجرد ان ثمة من يدفعهم ويصفق لهم.. كذلك لكيلا تتحول صحافتنا إلى منابر لتبادل الشتائم واللعن والتسفيه.
** وإلا فإن القضاء الشرعي هو الفيصل في مثل هذه التجاوزات الشنيعة.. وإنني على أتم الاستعداد للتصدي لمهمة مقاضاة هذا وأمثاله، فلدي والحمدلله من الدراية والتجربة الطويلة في هذا المضمار مايجعلني أكثر ثقة (بإذن الله) على إدانته الموثقة باسمه وخط يده، ومن ثم ايقاع الحد الشرعي بحقه.. ولكني مازلت آمل في قيام جهة الاختصاص بدورها المفترض.. على الأقل لكي يتحقق مبدأ احترام جهات الاختصاص، والحفاظ على هيبتها كمؤسسات يفترض ان يكون إقامة الاعوجاجات من أولى أولوياتها.. أقول: مازلت آمل ذلك بدلا من ان يتم من خلال مبادرات فردية وذاتية.
** اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
باع دبّا واشترى دبّا؟!
** والدبّا المشار إليها أعلاه لمن لايعرفها وخصوصا من الأجيال الصاعدة، هي عبارة عن إناء كان يوضع فيه اللبن عادة لحفظه قبل عصر التكنولوجيا الحديث.. والدبّا هذه ثمرة من فصيلة اليقطينيات، أو القرعيات، كان يتم تفريغها مما بداخلها من الألياف والبذور وخلافه من خلال إحداث فتحة في رأس الثمرة.. ومن ثم تنظيفها وتجفيفها تماماً بطريقة معينة، وبذلك تصبح صالحة للاستعمال.
** والمثل (اعلاه باع دبّا واشترى دبّا) ينص حرفياً على من يقوم باستبدال سلعة بسلعة مثلها تماماً دون زيادة أو نقصان.. وهو متداول ومعروف في منطقتنا الجنوبية.
** هذا المثل اتذكره مع نهاية كل موسم رياضي.. حيث يتم تسريح الأجانب الذين يتم استجلابهم من قبل الأندية بداعي الاستفادة من امكاناتهم وخبراتهم بعد ان (يهبر) كل واحد منهم عدد مئات الآلاف من الدولارات عداً ونقداً (؟!).
** ثم أتذكره أيضاً خلال مجريات الموسم الرياضي الذي يليه حيث يتضح ان الذين يتم التعاقد معهم كأسماء جديدة ليسوا أوفر حظاً، ولا أكثر فائدة ممن سبقوهم خصوصاً وان غالبية من يتم احضارهم إما ان يكونوا عواطلية في بلدانهم لسبب أو لآخر، وإما أسماء مستهلكة لم يعد بمقدورها إفادة أي فريق.. أو «غُشم» في كرة القدم إلى حد ان الكثيرين منهم يمضون من الوقت على دكة الاحتياط أكثر مما يمارسون اللعب.. ناهيك عن مدى ما أحدثوه من تأثير كأسماء محترفة (؟!).
وما عليكم سوى انتظار مشاهدة المزيد من (الدبابي) خلال المواسم القادمة، طالما ظل العوز يضرب أطنابه في الأندية.
من يقرأ.. ومن يسمع؟!
** جندت معظم الأقلام الأهلاوية طاقاتها وإمكاناتها طوال نهاية الموسم الرياضي قبل الماضي، واستمرت إلى عهد قريب جداً، وبعضها حتى الآن في مناصرة الاتحاديين ضد الهلال وأبوزندة، وكأني بها كانت تنطلق من مبدأ «من قدّم السبت يلاقي الأحد» فكانت أشد فتكاً وضراوة من الاتحاديين أنفسهم؟!.
** وهاهي نفس الأقلام، ونفس الشخوص منشغلة هذه الأيام حتى الثمالة بمقارعة معجب والاتحاد وآخرين، وسيستمر ذلك إلى ما شاء الله (؟!).
** العجيب في الأمر ان تلك الأقلام لم تتعلم طوال تاريخها، ولم تدرك ان الأقلام الاتحادية لم ولن تناصر كائناً من كان على حساب اتحاديتها، وان فعلت شيئاً من ذلك فمن المؤكد انها ترى فيه مصلحة العميد.
** فالأقلام الاتحادية تراقب الأحداث الجارية على الساحة بين بقية الأطراف عن كثب دون ان تعلق الا بما تقتضيه مصلحة الاتحاد.. ولكنها تحتفظ بالكثير منها في الذاكرة.. حتى إذا استدعت الظروف اعادة التذكير بها كورقة ضغط ودعم لفريقها تناولتها بتفاصيلها.. وعندي عشرات الشواهد على ذلك.. لعل أبرزها نهائي العمر الشهير، الذي تحدثوا عنه بعد عدة مواسم عندما دعت الحاجة والمصلحة الاتحادية ويظل ذلك من حقها.
** أنا هنا لا أمارس دور الموجة بقدر ما أذكِّر وأنصح بعض الأقلام بضرورة التروي، وخصوصاً في مسائل (الفزعات) بحيث لا تضع البيض كله في سلة واحدة فالأيام دول.. يوم لك ويوم عليك.
خاص
شكر الله لك حسن ظنك أيها الزميل الشهم «صالح» حتى وأنت تلبسني ثوباً أكبر من حجمي.. ولكن هكذا هم الكرماء، يرون الناس بعيون طباعهم.
|