Friday 13th june,2003 11215العدد الجمعة 13 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ضعف الإنسان ضعف الإنسان

* س: - الضعف في الإنسان هل هو جبلةٌ؟ أو هو مكتسب..؟
وهل ضعف الرواية في الآثار يعرف أصحابها بكتب معروفة مثل الثقات ونحوهم؟

عبدالله بن نهار جلعو الشمري - حائل
* ج: - الضعف مصدر مستغرق لمراده بدون كسر الضاد إنما بفتحها ويشتق من الضعف الضعيف، وضعيف على وزن فعيل، وضعف على وزن «فَعْلٌ».
وباب هذا يطول لكن لها مندوحة، من ذكر ما مضى، وليس المحل هنا محل تفعيل للمراد اللغوي على كل حال.
وإجابة للسؤال فالضعف في الإنسان أصلاً خلقة مقدرة قال سبحانه: {وّخٍلٌقّ الإنسّانٍ ضّعٌيفْا} فالإنسان ينشأ من ضعف ثم إلى ضعف وبينهما «قوة» تتفاوت بين شخص وآخر لكنها قوة نسبية بالنسبة لمخلوق خُلق لإعمار الأرض بالتوحيد والعدل والأخلاق والأمانة والورع والتورع، وفقه واقعه ووعي حياته على مثال لا يريم، لكن السؤال هنا هو بالنسبة للمراد المطروح «الضعف الشخصي» ضعف الشخصية.
فالإنسان لا يولد كذلك لكنه قد يكون إذا كان الضعف وراثياً فإنه يكون مستعداً ليكون ضعيف الشخصية عند حصول سببها مادياً أو حسياً مثل: الصدمات والنوازل والعداوات من قوي جبار أو قوي ضعيف الإيمان أو قوي ذاتي النزعة أو قوي متسلط أو قوي جاهل، أو قوي ظالم.. والظلم أنواع.
وقد يحصل ضعف الشخصية حتى للقوي قوي الشخصية عند موجب ما كالظلم خاصة ظلم المكر وظلم الدهاء وظلم الجور وظلم الإحباط وظلم التسلط وظلم الذاتي النادر.
ولا يحكم على شخص ما بالضعف إلا من خلال المعاشرة على السجية ولا بد من وضع السجية بين قوسين.
كذا الحال بالنسبة للقوة، ولهذا لا يصح علماً ولا فطرة ولا قياساً ولازماً ولا واقعاً ولا حلماً ظاهراً بأن نحكم على ذي منصب أو جاه أو مال أو دهاء بأنه قوي حتى نتصوره جيداً مجرداً من كل سبب أوجد لا أوجب له «قوة الشخصية».
وكل هذا يحتاج إلى بعد نظر طويل جداً في حالات كثير من البشر ويحتاج إلى تأمل نفسي مكين صاف من كل عارض.
أما ضعف الرواية في الآثار فالمقصود هنا هو ضعف من نوع آخر لا علاقة له بقوة أو ضعف الشخصية حسب فهمي.
ذلك أن الضعف هنا إنما يكون بسببين:
1- النفاق.
2- أو طلب الدنيا بحال ما لكن هناك موجبات لضعف الرواية رواية الحديث منها:
الإرسال/ التدليس/ سوء الحفظ/ الاختلاط الذهول/ التلقين/ الخ.
وبين يدي كتاب «ديوان الضعفاء والمتروكين» للإمام الحافظ الذهبي نشر وتوزيع: مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة مكة المكرمة لعام 1387هـ جاء في حرب وما بعدها من كلام المحقق حماد الأنصاري رحمه الله تعالى قال: «ومنهم من أفرد الضعفاء كالضعفاء الصغير للبخاري، والضعفاء والمتروكين للنسائي، والمجروحين لابن حبان، والضعفاء للعقيلي وأول من جمع كلامه في - الجرح والتعديل - الإمام الذي قال فيه الإمام أحمد بن حنبل: ما رأيت بعيني مثل: يحيى بن سعيد القطان وتكلم في ذلك بعده تلامذته: يحيى بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل، وعمرو بن علي الفلاس وأبو حيشمة وتلامذتهم».
ثم قال: «ولا يعرف قيمة هذا الديوان إلا من قرأه بالتحقيق وذلك لما اتسم به وامتاز من ميزات ليست في غيره من الكتب المؤلفة في موضوعه:
1- إنه مختصر اختصاراً يتناسب مع رغبة كل قارئ.
2- يتكلم فيه المؤلف بالأصح في الرجل بكلمة واحدة.
3- إنه قسم فيه طبقات الضعفاء خمسة أقسام ثم الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله تعالى ذلك ببيان جيد غير مخل يحسن نظره هناك لمن توسعه النظر والإحاطة لكن لا بد مع هذا من قراءة ما يلي:
1- مقدمة صحيح مسلم.
2- المقدمة التي كتبها ابن حجر على صحيح البخاري/ هدي الساري.
3- مقدمة الدار قطني في العلل.
4- مقدمة ابن الصلاح لابن الصلاح.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved