سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالعتنا جريدة «الجزيرة» الموقرة في عددها رقم 11203 في 1/4/1424هـ الموافق 1/6/2003 بمقال للدكتور محمد بن خالد الفاضل يروي فيه كيف انتهز فرصة رغبة الدكتور طارق سويدان الداعية المشهور لزيارة جامعة الإمام لعمل «غسيل دماغ» للدكتور طارق لاتهامه الجامعة سابقاً من باب الدعابة بأنها منغلقة فرتب الكاتب للدكتور طارق زيارة ميدانية شملت جميع مرافق الجامعة من صالات وملاعب رياضية ومسابح، وأود بهذه المناسبة طرح سؤال ذي شقين محاولاً الإجابة عنهما ما استطعت إلى ذلك سبيلا. الشق الأول من السؤال هو كل كان الكاتب موفقاً في اختيار عبارة «غسيل دماغ»؟ والجواب بالطبع سيكون بالنفي نظراً لأن غسيل الدماغ يتم من خلال عملية منهجية لطمس ما استحوذ عليه دماغ شخص من معلومات أو بتعريضه لصدمات مغناطيسية يفقده تأثيرها ذاكرته وهذا المصطلح غربي دخيل على ثقافتنا ويعني «Brain Wash» لذا ينبغي تجنب استخدامه، فهل هذا بالفعل ما أراد الكاتب أن يحصل لزميله الدكتور طارق؟ الجواب سيكون قطعاً بالنفي، وقد كان الأجدى أن يتحاشى الكاتب هذا المصطلح حيث توجد عبارات بديلة، فهذا المصطلح لا يحقق هدف الكاتب الذي يريد أن يزود الدكتور بمعلومات وافرة عن الجامعة لتغيير فكرته المسبقة عنها. كان بإمكانه مثلاً استعمال عبارة «تغيير مفهوم» أو «انطباع» الدكتور طارق بدلاً من استعمال مصطلح أجنبي لا يؤدي المعنى ولا يفي بالغرض. أما بالنسبة للشق الآخر من السؤال فهو هل ما قصده الدكتور طارق المدلول الحرفي أو المجازي لكلمة «انغلاق»؟ الجواب أنه كان يعني المدلول المجازي لامحا له حيث لا يتصور أن يكون قصد الدكتور بإطلاق هذا الوصف تقشف الجامعة الذي أدى إلى استبعادها لوسائل التسلية والترفيه من ملاعب وصالات، إلى غير ذلك من المرافق التي لا تكاد تخلو منها حتى دور الحضانة، وأغلب الظن أن الدكتور طارق يعني بالانغلاق وصد الأبواب أمام المفاهيم الوافدة من عقائد منحرفة وغيرها من باب «سد الذرائع» والذي قد يفسر من قبل البعض نفي الآخر وقفل باب الحوار معه للسبب نفسه ومن ثم تصحيح مفهوم الدكتور طارق لم ولن يتأتى من خلال جولة ميدانية شاهد فيها آخر ما تم تشييده من منشآت وصالات ووسائل ترفيهية والتي هي مظاهر حضارية لاشك لكن لا يصح الاستدلال بها في مجال تغيير المفاهيم والذي يتم في نظري بتقديم الحجج والبراهين على انفتاح الجامعة على الآخرين لمعرفة ما لديهم وفتح باب الحوار معهم للاتفاق على الأصول وأن يلتمس كل واحدٍ العذر للآخر فيما يقع فيه الاختلاف في بقية مسائل الفروع، ويؤيد ذلك ما يدور في وسائل الإعلام من حوارات ساخنة بهدف تجميع كلمة الأمة ونبذ كلما يؤدي إلى تفككها وتشر ذمها {كٍلٍَ حٌزًبُ بٌمّا لّدّيًهٌمً فّرٌحٍونّ (53)} [المؤمنون: 53]
محمود محسن الغيثي
|