Friday 13th june,2003 11215العدد الجمعة 13 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رياض الفكر رياض الفكر
الإجازة الصيفية.. أين المراكز والأندية؟!
سلمان بن محمد العُمري

بدأ العد التنازلي لحلول الاجازة الصيفية، فالعطلة تدق الابواب، والكل يستعد لها نفساً وجسداً، فهي تعني الجميع، صغاراً وكباراً، نساءً ورجالاً، اطفالاً وشيوخاً، والكل تواق لها، ولكن ليس الكل يجتازها بأمان وسعادة، فكم من مآس وشرور انتهت بها اجازات البعض، وكم من حزن لازم النفوس طويلاً اثر اجازة اتت على الاخضر واليابس، فجعلت صاحبها هباءً منثوراً، وكم من اموال بددت وعاد صاحبها مثقلاً بالديون، وكم اساء عدد كبير من المسافرين لبلادهم بتصرفاتهم وسلوكهم غير السوي.
إن اكثر المعنيين بأمر الاجازة، هم فئة الشباب، هؤلاء الذين يشكلون عماد المستقبل وعضد الامة، هؤلاء الذين نسعى بكل ما أوتينا من قوة لجعلهم الامل الحقيقي الذي ننتظره.
اننا ننظر للاجازة على انها لحظات بعيدة من حياة الإنسان، ولكنها بطبيعة الحال ليست لحظات لهو، وترف، واسراف، وبذخ، او لا سمح الله انحراف، اننا نعلم المخاطر ونراها رأي العين، فالجميع يعلمون ما يحدث خارج الحدود، والجميع يخافون من المجهول الذي قد يجلبه الابناء، والجميع يتوجسون شراً من هؤلاء العائدين بعد الاجازة.
لكل هذا يحرص المخلصون ان يعملوا جاهدين من اجل تمضية الاجازة في هذه الربوع الطيبة لما في ذلك من حماية للنفس، والجسد، والاسرة، والمجتمع، والعرض، والمال، والدين، والشرف، والاخلاق، وتحقق من ذلك الشيء الكثير بفضل الله تعالى ثم بجهود هؤلاء المخلصين، واستثمارهم معطيات السياحة الداخلية.
لقد ادلت المراكز الصيفية بدلوها في هذا المجال، تلك المراكز التي قامت في الجامعات، ومدارس وزارة التربية والتعليم، والمعاهد العلمية، وبعض الكليات والمعاهد التابعة لمؤسسة التعليم الفني وغيرها، وكلها قامت بدورها باحتواء الشباب من ابناء الامة لشغل اوقات فراغهم، وتنمية مواهبهم، وتطوير مهاراتهم، والحفاظ عليهم اولاً واخيراً، وقد حازت هذه المراكز على الثقة والاقبال المتزايد بحيث شغلت الاوقات بالفعل، وامتلأت الشواغر فيها، واعطت ثمارها للجميع، ومما يذكر لصالحها اجورها الرمزية، ولكن النقطة السلبية هي محدودية عددها، فكم من واحد منا اتصل فلم يجد مكاناً لابنه، أليس حرياً ان يعمل مركز صيفي في كل حي تشغل به اوقات ابناء الحي؟ أليس من الضروري التنسيق بين القطاعات المختلفة لما فيه صالح المجتمع ككل؟ الا يجدر بالاندية الرياضية أن تلتحق بركب الخير وتبادر لافتتاح المراكز وهي المؤهلة لهذا المجال بمنشآتها وتجهيزاتها، ولديها خبرات لا يستهان بها في التربية البدنية؟!
أليس من الضروري وضع آليات لعمل الانشطة، بحيث تكون هناك برامج شيقة مشوقة وبأسلوب جذاب؟ فرياضة الجسم لا تكفي، بل المهم العقل، ولابد له من الزاد الثقافي والدعوي المعتدل، واحتواء الشباب، وتوجيههم الوجهة الاسلامية الصحيحة، وهذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها امتنا في غاية الاهمية والحساسية، بل والأهم من ذلك كله هو أن تبادر الجهات المعنية باختيار الرجال الاكفياء المعنيين بالاشراف على هذه المراكز، ووضع الخطط والبرامج المتنوعة وفق رؤية عصرية شرعية، والا تخضع تلك الانشطة للاجتهادات الفردية، والمنافع الشخصية في مثل هذه الاعمال.
وبعد ذلك الا يستحق الامر التفكير ايضاً من قبل جمعيات تحفيظ القرآن الكريم لتوسيع نشاطاتها، ووصولها لقلب تلك المراكز الصيفية للمتابعة على الحفظ، ولتنظيم المسابقات، ولتنظيم حملات للعمرة لهؤلاء الشباب، او الاشراف على الرحلات بحيث تكون طاعة الله قبل كل شيء.
الاجازة قادمة لا محالة، والاستعداد لها واجب، ولا اظن ان الامر يقتصر على فرد دون آخر، فالكل معني بالامر، والمسؤولية الاولى والاخيرة تقع على اولياء الامور لتوجيه ابنائهم الى الطريق الصحيح، بحيث لا نرى الا السعادة، والسعادة فقط وتمر الاجازة بسلام، والوطن يعيش بأمان، والحياة جد وجهد وعمل، وما احلاها من حياة عندما تكون في ظلال الإيمان، وفي رحاب القرآن، وفي ديار الإسلام، تلك هي الهمسة، والله من وراء القصد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved