في الفصل الماضي وأثناء وجود الطلاب في قاعة الاختبار، فوجئت بطالب يخرج ورقة صغيرة تشبه البرشامة، فبادرته مستغرباً هذه الجرأة الزائدة، ما هذا؟
فإذا به يجيب بكل ثقة: لا تخف يا أستاذ هذه ورقة أدعية.
هدأ الروع وزال الاستغراب، واخذت الورقة لاتأكد هل هي اذكار وأدعية؟ وسرعان ما علتني الدهشة مرة اخرى لأن عنوان الورقة هو «أدعية المذاكرة»!!
اخبرته - على عجلٍ- ان هذه الأدعية وان لم يكن بها خطأ في ألفاظها فإن ذكرها في هذه الأحوال دون مستند شرعي يُعد من البدع.
وحين سألته: من أين لك بها؟ اخبرني بأن اخته احضرتها من المدرسة وانها منتشرة بين الطالبات.
أيها الاخوة من الطلاب والطالبات: ان الذي يجب ان يفهمه الجميع ان سلامة الادعية في ألفاظها لا يجيز لنا ذكرها في مواضيع لم يأت الشرع بها، يقول الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله - عن بطاقة بدعية فيها شيء من الأذكار «مجموع فتاويه 2/321». تضمنت هذه البطاقة الحث على ذكر الله تعالى وهذا حق ولكن ذكر الله تعالى عباده يتقرب بها اليه، فيجب التمشي فيها على ما شرعه الله عز وجل، ولا يتم ذلك إلا بالإخلاص لله تعالى والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الى ان قال فأين في شريعة الله هذا النوع من الذكر الذي رتبوه؟ وأين في شريعة الله هذا العدد الذي عينوه؟ وأين في شريعة الله هذا الزمن الذي خصصوه؟.
والقاعدة المشهورة في هذا قوله صلى الله عليه وسلم «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، وعلى هذا فالواجب على جميع الطلاب من الجنسين اجتناب مثل هذه الأدعية التي لم يرد عليها دليل وان يعرضوا جميع ما يشكل عليهم في المستقبل من مثلها على علمائهم ليصدروا منهم بالقول الصحيح.
اسأل الله ان يوفقنا جميعا لاتباع السنة واجتناب البدعة، وان يوفق اخواننا الطلاب للنجاح في الدنيا والاخرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سامي بن محمد العمر / الرياض
|