* دبي الجزيرة:
قال معالي / عدنان باجه جي، وزير الخارجية العراقي السابق في محاضرة ألقاها بمركز زايد العالمي للتنسيق والمتابعة، إن الشعب العراقي يعيش اليوم حالة من خيبة الأمل والإحباط بسبب الانفلات الأمني وحالة الفوضى العارمة وسوء الأوضاع المعيشية والصحية، محملاً سلطات التحالف مسؤولية ذلك، وأشار في هذا الصدد إلى ضرورة حل جميع الميليشيات وتجريدها من السلاح حتى لا يتحول العراق إلى أفغانستان جديدة، منبهاً إلى أن وضع الميليشيات الكردية المسلحة له طبيعته الخاصة التي تستوجب التعامل معها بدقة وحرص، موضحاً أن إعادة الأمن والاستقرار وتشكيل حكومة عراقية منتخبة، في أسرع وقت ممكن تعتبر على رأس الأولويات للشعب العراقي.
وقال إن قرار مجلس الأمن رقم 1483 أسبغ الشرعية على الوجود العسكري الأمريكي والبريطاني الذي اعتبر الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا سلطات احتلال ومن ثم فإنهما يتحملان كافة المسؤوليات والواجبات حيال الشعب العراقي وتوفير الخدمات الضرورية له، مضيفاً أنه بموجب هذا القرار يتم ربط إعادة السيادة للعراق بقيام حكومة منتخبة معترفاً بها واستبعد أن يكون هناك تمثيل للعراق في المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة والجامعة العربية قبل سنتين، وأشار إلى أن المعارضين المستقلين في العراق اقترحوا أن يقوم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بالتشاور مع القوى السياسية لعقد مؤتمر ذي قاعدة عريضة يمثل كافة الشرائح والقوى السياسية لانتخاب حكومة انتقالية، لافتاً إلى أن القرار الأممي السابق لم يشر إلى تكوين حكومة انتقالية ولكنه تحدث عن إدارة مؤقتة ذات صلاحية محدودة.وفيما يتعلق بإمكانية مشاركات شركات إسرائيلية في إعادة إعمار العراق أوضح وزير خارجية العراق السابق معالي / الباجه جي أن الشعب العراقي لن يقبل مشاركة إسرائيل في إعادة إعمار العراق، وإذا كان هذا الخبر صحيحاً فهذا يدل على غباء كبير وعدم مسؤولية في الحقيقة لأنه ليس هناك أي ضرورة لتقوم شركات إسرائيلية بالمشاركة في إعادة إعمار العراق، وهذا عمل استفزازي وسيعترض العراقيون على ذلك، وأنه شخصياً يعتقد أنه لا يمكن لقوات التحالف أن تقوم بهذا العمل لأنه عمل استفزازي وليس فيه شيء من الحكمة.وبخصوص الاتهامات الأمريكية لإيران بتدخلها في شؤون العراق الداخلية أوضح المحاضر أن بريمر قال إنه كانت هناك محاولات إيرانية للتأثير على مجرى الأحوال في العراق عن طريق إرسال أشخاص متسللين ودفع الأموال ولكن مع حسن الحظ أن هذه المحاولات باءت بالفشل لأن شعب العراق دائماً متمسك بعروبته، وألمح إلى أن وجود مواقف من الحوزة الدينية في النجف تدعو إلى الاستقلالية عن المرجعية الشيعية في خارج العراق، وإن لإيران علاقات تاريخية وثقافية ودينية منذ قرون مع العراق ويهمنا أن تكون هذه العلاقات طيبة.ولفت إلى أن إعادة إعمار العراق يتطلب أموالاً ضخمة لتحديث الصناعة النفطية ودعم استقرار العملة العراقية ورفع المستوى المعيشي للشعب، داعياً إلى عقد مؤتمر لمناقشة مسألة الأموال العراقية المجمدة في الخارج وتخفيض الديون وإعادة جدولتها، وتوظيفها في إنعاش الاقتصاد العراقي.
|