لمحت عليه ضيقا وذبولا.. وقرأت على وجهه علامات أسى قديم.. جديد.. فوجدتني أتحرج قليلا قبل أن أسأله: ماذا؟!
حك رأسه.. وهرش صدره.. وزوى شفتيه ولوح بيديه.. كل هذا قبل أن يقول:-
- ألمي هذا.. قلقي.. يأسي.. ذبولي... وليد لحظات تفكير.. فقط لحظات.. اليوم السبت.. غدا الاحد.. وبعد غد الاثنين.. و..و.. وساعات فأيام تمر دون أن أجدني عملت شيئا يذكر.. أو أذكر به.. أو يرضى به ضميري.. على الاقل.. قلت له مقترحاً جاداً:
- أمن الضروري أن تفعل شيئاً؟! بل أمن الضروري أن تبقى بضميرك؟!
وكأنه استنكر كلامي فرفع حاجبيه بدهشة قائلاً بضيق.
- لعل مما يزيد في قلقي أن أسمع منك.. مثل هذا الكلام: وجعلت أفكر جديا فيما قال: أحقا ضايقته؟! ان كلامي حقاً يضايق.. فكيف يستطيع إنسان أن يعيش بلا ضمير؟!
ووجدتني أقول:
الضمير.. لعله العزاء الوحيد الذي يجعلك تقنع بمدى أهمية وجودك في الحياة، فان أصحاب اللا ضمير يعيشون عيشة بهيمية تلعب فيها الاهواء دورا بارزا.. ويسكت نداء الضمير.. ملسوعاً.. متألماً.. ويجري ساكنا باهتا..
كلمات قليلة عن الادب
الأدب هو مرآة نستطيع من خلالها أن نعكس صورة حياتنا صادقة.. لا زيف يغلفها، ولا مبالغة- أو مداراة- تعدلها.. الادب نبضة دافقة. تعتمل في الصدور وترتعش بها الشفاه..لتخرج كلمة صادقة حارة وفكرة صادقة حقة.. ونغمة راقصة حية، الادب عندي طريق وغاية.. وسيلة وهدف.. وهو أخيرا مرآة مجلوة..تحف بها الورود.. وتشيع منها روائح العطر..
صنف من الناس
بعض الناس يقترح عليك فان نفذت اقتراحه فزت بعظيم الثناء منه على الأكثر وان لم تنفذه بؤت بسوء الخاتمة منه على الاقل.. ولكنك لو طلبت منه أن ينفذ اقترحه هو بالذات.. لعجز.. ولقلب يديه يتأملها بصمت.. مسيمير..
قلت له: ما اسمك؟! فلم يجب.. وعمرك؟ فلم ينبس.. ومؤهلك؟! فانتفض يقول في زهو بليد: الابتدائية هذه السنة ولله الحمد.. وأسأله: إلى أين متجه أنت الان؟! ويجيب: باحث عن وظيفة «بالتصغير».. فألوي طرف غترتي وأضعه على كتفي صامتا متمتماً.. ما رأيكم به؟!
نصائح طائرة
* قفوا مع الضعيف ليقوى ويقف معكم..
* اسكتوا عندما يكون الكلام واجبا.. وتكلموا ان وجب الصمت فقد تفوزون بمستمع واحد على الاقل.
* اذا أردتم أن تنتصروا على أحد فحاولوا أن يكون عاقلا.. والا فلا معنى للنصر.
* اعرف عدوك، واعرف صديقك.. ولا تحاول أن تتصور عدوك صديقا.. بل حاول أن تتصور صديقك عدوا..
* اذا كان معك كأس شاي.. فلا تنظر إليه حتى لا تقول انه نصف فارغ.
* وصل إلى الرياض الشيخ سليمان العليان رجل الأعمال المعروف قادماً من بيروت للاشراف على أعمال شركة المشروعات العامة وشركة التأمينات التي يملكها.
|