دليل ألم الأسنان
«كيف تميز آلام الأسنان»
د . بشار الخجا

  لا يوجد أفضل من السن الطبيعي وذلك لأنه خلقه الله عز وجل الذي أحسن كل شيء خلقه، لذا يجب علينا المحافظة على الأسنان بالعناية بها وذلك بتفريشها واستعمال الخيط السني والابتعاد عن المأكولات الصلبة وعدم الإكثار من الحلويات.
في بعض الأحيان قد تصاب الأسنان بالتسوس ويصاحب ذلك الشعور بالألم عند تناول الأطعمة الباردة أو الحارة.
ومن الأشياء المهمة التي خلقها الله عز وجل هي وجود الأعصاب داخل السن التي بها نستطيع أن نتنبه إلى وجود شيء غير طبيعي وذلك بواسطة الإحساس بالألم الذي ينتقل من خلال هذه الأعصاب وهذا ما يسمى بأعراض المرض وبه يمكن أن نستدل على درجة الإصابة المرضية للأسنان.
هناك عدة أعراض تختلف عن بعضها البعض ومن دلالاتها:
1- قد يشعر الشخص بألم فجائي وآني نتيجة تناول الأطعمة الباردة أو الحارة لا يلبث أن يزول بعد برهة قصيرة نتيجة وجود حشوة قديمة، واستعمال معاجين الأسنان الخاصة بالحساسية وتركها على الأسنان لمدة عشر دقائق قد يفيد في هذه الحالات.
2- هناك ألم قد يحدث بعد إتمام معالجة سن أو عدة أسنان إما بوضع حشوات أو تركيبات وهذا نتيجة لتخريش عصب السن «لب السن» مما ينتج عنه التهاب بسيط بلب السن «العصب» قد يزول بعد 4 - 6 أسابيع أما إذا استمر أكثر من ذلك فيجب مراجعة طبيب الأسنان.
3- نوع آخر من الألم وهو ألم حاد يشعر به المريض عند العض أو المضغ أثناء تناول الطعام، وهذا قد يعود سببه إلى تسوس بالأسنان أو حشوة قديمة أو كسر بسيط في السن نفسه وفي حال التسوس أو التخلخل في الحشوة يكون العلاج بعمل حشوة للسن، أما الكسر البسيط «الشعر» بالسن فيكون الحل بعمل معالجة لبية وإزالة ذلك الجزء الحي الموجود داخل الجذر الذي يكون قد أصابه التلف نتيجة لهذا الكسر.
4- الألم الشديد الذي يشعر به المريض عند تناول الطعام ويكون مستمراً لفترة طويلة ثم يتوقف ويعاود في المساء وذلك عند النوم وفي بعض الأحيان يستيقظ المريض بسبب الألم، في هذه الحالة يكون العصب قد أصيب بالتهاب شديد غالباً نتيجة لتسوس عميق لم ينتبه له في البداية أو أهمل. والتعرض لصدمة شديدة على السن قد يؤدي أيضاً لظهور هذه الأعراض والحل هو المعالجة اللبية وعلاج الجذور «سحب العصب».
5- هناك أعراض أخرى وهي الألم المستمر الذي قد يصحبه ورم في الوجه أو الفك وهذا يعني أن لب السن «العصب» قد تموت وهناك غالباً خراج نتيجة وجود جراثيم داخل الجذر. وهنا يعمد إلى إزالة العصب «لب السن» وتنظيف الجذر بشكل جيد ويجب استعمال مواد دوائية خاصة توضع داخل الجذر لقتل الجراثيم وغزالة سبب الخراج.
6- الصداع وألم الرقبة والأذن أعراض قد تكون أيضاً ناتجة عن التهاب في أعصاب الأسنان أو اضطرابات في المفصل الفكي الصدغي وفي بعض الأحيان نتيجة إصابة العصب الوجهي، وطبعاً العلاج يكون بعد تشخيص دقيق للحالة ومعرفة السبب ومن ثم علاجه.
هذه أهم أعراض ألم الأسنان التي قد يتعرض لها المريض، وفي كثير من الأحيان يمكن للمريض أن يدل الطبيب على مكان وأصل المشكلة ولكن في بعض الحالات قد يختلط على المريض مصدر الألم فمثلاً يمكن أن يكون الألم في الفك الأسفل بينما السن المصاب الذي هو سبب المشكلة في الفك العلوي وهنا يأتي دور طبيب الأسنان بجمع المعلومات من المريض ثم إجراء الفحوصات السريرية اللازمة مع أخذ الأشعة الضرورية ليخلص إلى التشخيص الصحيح ومعرفة السبب المباشر للمشكلة ومن ثم البدء بالعلاج بعد إقناع المريض وهو أمر ليس بالسهل فكيف تعالج السن العلوي والألم في السن السفلي فهذا بحاجة لثقة تامة من المريض بالطبيب.
ومن الأخطار الشائعة تناول الأدوية المسكنة لمدة طويلة دون جدوى والصبر على الألم وذلك لأن تناول الأدوية المسكنة لا يفيد في أغلب حالات التهاب العصب والحل الوحيد هو إزالة العصب «المعالجة اللبية»، ولكن انشغال المريض بأعماله أو عدم توفر السائق في أحيان أخرى يؤدي إلى عدم الذهاب إلى طبيب الأسنان ولسوء الحظ طبيب الأسنان ليس كالطبيب البشري فالأدوات والأجهزة التي يستعملها لا يمكن أن توضع في حقيبة صغيرة يسهل معها زيارة المريض في بيته في حال تعثر المجيء إلى عيادة الأسنان.