كان الحديث في الفقرة الأولى عن وضع الاتحاد السعودي لألعاب القوى قبل نواف بن محمد وبعده وكيف تحولت الاحباطات والاخفاقات الى انجازات تاريخية افتخر بها المواطن العربي قبل السعودي وفاخر بها لكن كيف جاء هذا التحول وكيف اصبح الحلم حقيقة والخيال الى واقع ملموس.
هذا الامر حكاية ممتعة وقصة مثيرة اعدها ونفذها الامير المفكر نواف بن محمد بكل براعة واتقان وبأسلوب الاداري المحترف الفطن الذي يعرف اين توجد المواهب وكيف يتم صقلها والصبر عليها ومن ثم تقديمها للمتابع الرياضي في المحافل العربية والقارية والدولية.
في بداية استلامه لزمام الامور في اتحاد ألعاب القوى قبل عقد من الزمن شكل ابو محمد مجلس ادارته واستعان بالخبراء العرب والاجانب لدراسة النهوض بام الالعاب وتم وضع الخطوط العريضة التي من ابرزها الغاء الميول والانتماء في هذا الاتحاد فلا وجود للهلال والنصر فيه او الاهلي والاتحاد بل الكل هم ابناء الوطن ويجب عليهم التنافس وبذل اقصى التضحيات من اجل الوصول للهدف الذي تم رسمه وهو رفع علم المملكة العربية السعودية مع إلقاء نشيده الوطني في المحافل والبطولات الدولية ولأن الهدف سامٍ وتحقيقه والوصول اليه ليس مستحيلاً انطلق نواف ورجاله وخبراؤه للبحث عن المواهب الكثيرة المدفونة في جبال عسير وحارات سيهات والدمام والاحساء واستراحات الرياض وجدة ونجحت المساعي واقنعوا الشباب الصاعد الذين يعيشون سنوات التلقي في الانخراط في أم الالعاب فأحبوها واخلصوا لها لتثمر المهمة عن بزوغ نجم السبع وسعد شداد وهادي صوعان والبيشي وعليان القحطاني وغيرهم ممن تألقوا ورفعوا علم الوطن عالياً في المحافل ليبدأ المتابع الفاهم ان ام الالعاب هي الواجهة الرياضية لكل البلدان الحريصة على الحصول على الميداليات بكل انواعها.
وبعد ان اقتنع الجميع ان اتحاد العاب القوى يسجل خطوات واسعة في الطريق الصحيح وانه يضع بصمته في كل المحافل بدأت ابصارهم تلتفت الى ام الالعاب وتساءلوا عمن يقف خلف هذه الانجازات المدوية التي جعلت السعودية تحصل على اول ميدالية في الدورات الاولمبية والعالمية وبعد تفكير لم يكن طويلاً تأكدوا انه الامير المفكر نواف بن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن الذي يقضي في دهاليز الاتحاد وقتاً اطول من تواجده في منزله او في مجال عمله الرسمي مضحياً بكل شيء من اجل رياضة الوطن نابذاً كل الوان التعصب مؤكداً ان رفع علم بلاده هو الهدف والغاية وانه مؤتمن على هذا الاتحاد من قبل امير الشباب وانه حريص كل الحرص ان يؤدي اللاعب رسالته في ظروف مريحة تساعده على التألق وانه على استعداد لبذل كل شيء من اجل توفير المادة لرياضيي أم الالعاب حتى وصل به الامر الى بيع اغلى ما يملك لأن الرجال هم الذين يصنعون التاريخ ويحطمون الصعاب وليست الظروف هي التي تقدم الانجازات فكان له ما اراد بعد ان نجح في التغلب على المصاعب المادية والميزانية الضعيفة المخصصة لاتحاد العاب القوى التي لا تتجاوز الخمسة ملايين ريال مقارنة بالمخصصات المالية الضخمة لالعاب القوى في بلدان مجاورة واخرى بعيده، ولأن الجميع يعرف الظروف التي عمل فيها ابو محمد فقد تم تكريمه بدرع التميز الدولي من اعلى سلطة رياضية في العالم تقديراً لعطائه واخلاصه لأم الالعاب فيستاهل الاسطورة نواف التكريم.
|